سامر شقير: تصنيف الرياض ”مدينة نشطة عالمياً” ليس مجرد إنجاز صحي بل محرك اقتصادي يعزز جاذبية الاستثمار الأجنبي
أكد رائد الاستثمار وعضو مجلس التنفيذيين اللبنانيين في الرياض، سامر شقير، أن حصول العاصمة السعودية الرياض على شهادة "المدينة النشطة عالمياً" (Global Active City) كأول مدينة في الشرق الأوسط، يمثل تحولاً جوهرياً في مفاهيم الاقتصاد الحضري، حيث تنتقل "جودة الحياة" من كونها بنداً للرفاهية إلى ركيزة أساسية للاقتصاد المستدام.
وأوضح شقير في تصريحات صحفية تعليقاً على إعلان الهيئة الملكية لمدينة الرياض لهذا الإنجاز، بالتزامن مع فوز "قطار الرياض" بجائزة "كوموشن" العالمية، أن الرياض نجحت في قلب معادلات الاقتصاد التقليدي التي كانت تنظر للرفاهية كناتج فائض للنمو، مشيراً إلى أن العاصمة السعودية أثبتت للعالم أن صحة الإنسان ورفاهيته هما "المحرك" للنمو وليسا مجرد "نتيجة".
الاستثمار في رأس المال البشري
وفي سياق تحليله للعائد الاقتصادي لهذا التصنيف، قال شقير: "عندما نتحدث عن مدينة تساهم بنحو 47% من الناتج المحلي غير النفطي للمملكة، فإن الاستثمار في صحة سكانها وحيويتهم يعد إجراءً اقتصادياً وقائياً من الطراز الأول".
اقرأ أيضاً
وأضاف: "الدراسات العالمية تثبت أن البيئات المحفزة للنشاط البدني تساهم بشكل مباشر في خفض الفاتورة الصحية الحكومية على المدى الطويل، وترفع من معدلات إنتاجية الفرد، وهو ما يعكس استراتيجية الدولة في جعل التخطيط العمراني خط الدفاع الأول للصحة العامة".
تكامل البنية التحتية
وربط عضو مجلس التنفيذيين اللبنانيين في الرياض بين شهادة "المدينة النشطة" وجائزة التميز التي حصدها مشروع "قطار الرياض"، موضحاً أن المدن النشطة لا تُبنى بالاعتماد على المركبات الخاصة.
وقال: "إن مشروع القطار، الذي حقق أرقاماً قياسية في أعداد الركاب، يمثل الشريان الذي حول التنقل في الرياض من عبء يومي إلى تجربة حضرية تشجع على الحركة، وهذا التكامل بين النقل الذكي والبنية التحتية الرياضية هو ما يخلق بيئة خصبة للاستثمار".
رسالة للمستثمر الأجنبي
وحول أثر هذا التصنيف على جذب الاستثمارات الأجنبية، نوه شقير إلى أن المعايير العالمية قد تغيرت، قائلاً: "في ظل التنافس الشرس لجذب المقرات الإقليمية للشركات العالمية، لم تعد الإعفاءات الضريبية هي العامل الحاسم الوحيد، المديرون التنفيذيون والمواهب العالمية يبحثون اليوم عن جودة الحياة، وعن مدن صديقة للمشاة وتوفر خيارات صحية".
واعتبر سامر شقير ، أن شهادة "المدينة النشطة" تمثل "رسالة تسويقية قوية ومطمئنة للمستثمر الأجنبي بأن الرياض بيئة مثالية للعمل والعيش معاً".
واختتم شقير تصريحه بالإشارة إلى أن نمو أعمال البنية التحتية في الرياض بنسبة 100% خلال السنوات الخمس الماضية، وتسارع مشاريع مثل "المسار الرياضي" و"حديقة الملك سلمان"، يؤكد أن الرياض تجاوزت مرحلة بناء الطرق والجسور إلى مرحلة "هندسة أسلوب الحياة"، محققة بذلك مستهدفات "رؤية المملكة 2030" في أنسنة المدن كاستثمار ذي عائد اقتصادي واجتماعي مستدام.
وجدير بالذكر ان سامر شقير هو رائد أعمال وخبير في قطاع الاستثمار، ويشغل عضوية مجلس التنفيذيين اللبنانيين في الرياض، وله إسهامات ومقالات تحليلية في الشأن الاقتصادي السعودي وتطور بيئة الأعمال في المملكة.


سامر شقير: 280 مليار ريال استثمارات ”اللوجستية” السعودية تعكس نضج الشراكة مع القطاع الخاص.. والنمو يقود المنطقة
بالفيديو… سامر شقير في قراءة استراتيجية لزيارة واشنطن: المملكة انتقلت من ”تحالف الضرورة” إلى ”هندسة المستقبل”
اختيار سامر شقير عضوًا في هيئة الشرف بمجلس التنفيذيين اللبنانيين في الرياض







