”أبطال الموال بين الحقيقة والخيال” في حكاوي الخطاوي
ماريز ناديأكد الدكتور محمد أمين عبد الصمد، الباحث في الإنثروبولوجيا الثقافية، أن الموال القصصي ابن الجماعة الشعبية، فهو مادة احتفالهم ومتعتهم، ولا يكتفي الموال بهذا فقط، بل هو مستودع لقيم ومفاهيم اجتماعية يحرص عليها أفراد المجتمع ويؤكدونها، ويُعتبر الموال القصصي التاريخ الشعبي الذي يسجل شفاهة أحداث حقيقية مر بها هذا المجتمع، وتفسيره لها، ورغم إضافات المؤدين (شأن أي مادة تنتقل شفاهة) لعبارات أو أحداث أو تدخلهم بالتفسير، إلا أننا نجد إشارات لأحداث حقيقية حدثت بل وتنويعات على نفس الحادث.
جاء ذلك خلال الحلقة الحادية عشر، من سلسلة حلقات برنامج "حكاوي الخطاوي" التي أطلقها الدكتور محمد أمين عبد الصمد، أون لاين عبر موقع يوتيوب، بعنوان"أبطال الموال القصصي"، للمساهمة في تنمية ورفع الوعي الثقافي لدى أفراد المجتمع بالموروث الشعبي في مختلف المجالات.
اقرأ أيضاً
- وزيرة الثقافة ناعية عزت العلايلي: وطني ونموذجا للاخلاص، صنع مجدا خالدا في تاريخ الفن المصرى
- بالصور :دار الأوبرا والثقافة يكرمان الموسيقار فاروق الشرنوبي
- أحمد الشامي يدعم النادي الأهلي: ربنا ينصر الأبطال، وأس أس يرد: الدحيل هيكسب
- تقارير..اقالة مدرب مولودية الجزائر قبل مواجهة الزمالك
- بناء الإنسان وقيم التواصل الاجتماعي في عصر المنصات الرقمية
- الرئيس السيسى يوجه دعوة لنشر ثقافة السلام وإعلاء قيم التسامح
- وزيرتا الهجرة والثقافة يعلنان عن مسابقة فنية بمشاركة المصريين بالخارج
- ”أوبرا ملك” يستقبل ”جنة هنا” يوم الجمعة المقبل
- ”تراثنا” محاضرة افتراضية بمكتبة الاسكندرية
- نشرة ”محطة مصر”.. إغلاق محور 26 يوليو.. وقضية توظيف أموال بالمليارات
- النيابة تحقق في قضية توظيف أموال بالمليارات في المنيا
- تحت رعاية وزيرة الثقافة : الاوبرا تكرم فاروق الشرنوبى
وأضاف عبد الصمد، أن الموال القصصي اهتم بالبطل الفرد، ومن خلاله وخلال أعماله قام بالتأريخ للجماعة ككل، ويقترب هذا المفهوم من النظرية المعروفة في الدراسات التاريخية بـنظرية الرجل العظيم، والتي سادت مجال الدراسات التاريخية حتى القرن التاسع عشر، واختلاف التاريخ الشعبي عن التاريخ الرسمي، ليس تزيدا أو عدم معرفة، ولكن لإشباع حاجات سياسية واجتماعية وثقافية، فالتاريخ الشعبي إن جازت التسمية هو تفسير الجماعة لما حدث، وأهمية الحادث بالنسبة لها، ولذلك يؤكد بعض الدارسين، أن الحقيقة هي ما يقال حتى ولو دخل فيه الخيال الشعبي، فما دام قد اعتنقته الجماعة الشعبية وآمنت به فهو حقيقة.
وألقى الدكتور محمد أمين، الضوء على تاريخ الأبطال الحقيقيين أو الشخصيات الحقيقية لأبطال مواويل، مثل "أدهم الشرقاوي" ابن قرية زبيدة بالبحيرة، ففي التاريخ الرسمي هو التلميذ المشاكس القاتل السجين مؤبدا، الهارب من سجنه القاتل بالأجر، والفارض للإتاوات على الأغنياء، وقاطع الطريق وزعيم عُصبة من الأشقياء، ولكن فيما بعد أصبح بطلاً، و"يس" أحد أبناء قبيلة العبابدة، وكان أشقى مجرم عرفته مصر في زمنه وكان يعمل قاتلاً بالأجر، وتحولت عمليات القتل والسلب والنهب إلى تسلية ومتعة، وكان يطربه كثيرا أن يتردد اسمه بين الناس فيصابون بالهلع والخوف، وساهم في هذا تمثله وتقمصه لشخصيات السير الشعبية وخاصة السيرة الهلالية، واتسع نطاق جرائم هذا الشقي فشمل مديريتي أسوان وقنا، وأصبح هو محور حديث الناس وسامرهم، ولم يجرؤ أي شخص على مواجهته أو حتى الإرشاد عنه.
وتابع باحث الإنثروبولوجيا الثقافية، حديثه عن أبطال المواويل، مشيرا إلى أن "حسن المغنواتي" بطل الموال الشهير حسن ونعيمة، هو شخصية حقيقية من قرية بني واللمس ببني مزار بمحافظة المنيا، واشتهر باسم حسن النمس، وقتله أهل نعيمة لأنه شبب بابنتهم في أغانيه، وهو ما اعتبروه مساساً بكرامتهم، كما أنه خروج على التقاليد الحاكمة في هذا المجتمع، ولكن احتفاء المبدع الشعبي بحسن هو احتفاء بالفنان، كما أنه تمرد مستتر على تقاليد بالية ومتزمتة، وحادثة قتل "متولي" لشفيقة هي حادثة حقيقية حدثت في جرجا التابعة لمحافظة سوهاج فقد قام متولي بقتل شقيقته شفيقة التي سقطت وجلبت العار للعائلة كلها، وتعاطف المبدع الشعبي مع متولي سواء بتصوير مواقفه البطولية أو تبرير أفعاله ومدحه بشكل مباشر، وهذا لأن متولي حافظ على قيمة يهتم بها المجتمع ويوليها عنايته، وهي قيمة الشرف وارتباط هذا بالمرأة وسلوكها.