يوم في حياة الرسول .. كيف كان إفطاره وسحوره في رمضان
محطة مصركانت حياة نبى الله محمد صلى الله عليه وسلم، بسيطة وبدائية، وكانت العبادات في تلك الحياة الصحراوية الجافة دائما شاقة، ولكن رسول الله دائما ما كان يتعبد بل ويضاعف العبادات، ويؤدي رسالته، كونه النموذج والمثال لجميع المسلمين، وفي ذلك المناخ الصحراوي والجو الجاف والقاسي كان طعام الرسول بسيطا مثله.
ويجيب موقع "محطة مصر" على سؤال ردده المسلمون جميعا .. كيف كان طعام رسول الله صلى الله عليه وسلم في شهر رمضان المبارك؟!
وذلك بمناسبة ذكرى ميلاد سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في التقويم الميلادي اليوم الخميس، الموافق الـ22 من ابريل لعام 571 ميلاديا.
1) رسول الله صلى الله عليه وسلم في السحور
- تجديد نية الصيام يوميا
كان النبي صلى الله عليه وسلم ينوي الصيام يوميا، بجانب نيته الأساسية المبيتة لصيام شهر رمضان المبارك كاملا، وقد ينسى الكثير من الناس عقد النية قبل الصيام، وهى أمر ضروري لا يمكن إغفاله، كما أنه سنة عن النبي الكريم.
- مع من كان يتسحر؟
روى عن رسول الله، أنه كان ينوع في الأشخاص الذين يتسحر معهم، فكان النبي الشريف يتسحر تارة مع إحدى زوجاته، في حين كان يتسحر أحيانا أخرى مع بعض الصحابة، ففي الصحيح أنه تسحر هو وزيد بن حارثة – رضي الله عنه- ثم يصلي.
- التمر سحور
قد يجهز المسلمون اليوم الولائم على مائدة السحور، ويدفعون المبالغ الطائلة بالمطاعم لأكل الفول والبيض، إلا أن رسولنا الكريم، كان مبدئه القليل من الطعام، فكان يتسحر على بعض التمرات، ودائما ما كان يقول، صلى الله عليه وسلم :"نعم سحور المؤمن التمر".
- خطة الرسول بعد السحور
بمجرد أن ينتهي الرسول من السحور، كان يصلي مقدار ما يقرأ الإنسان خمسين آية من القرآن، حتى يؤذن لصلاة الفجر، وكان النبي ينتظر في بيته، حتى يستأذنه بلال في إقامة الصلاة، ثم يخرج النبي صلى الله عليه وسلم من حجرات نسائه، لأنها لصيقة بالمسجد، فيصلي بالناس، ويبدأ يوم الرسول في الصيام.
- صلاة الصبح
بمجرد أن ينتهي الرسول من صلاة الصبح، لا يغادر المسجد وإنما يجلس يذكر الله تعالى حتى تطلع الشمس، فينتظر قرابة الثلث ساعة أو يزيد ثم يصلي ركعتين، كما أخبر أن من ينتظر بالمسجد حتى الشروق، كمن حج واعتمر وله الثواب كاملا.
2) رسول الله صلى الله عليه وسلم في الإفطار
- التعجيل في الإفطار
وقد أمر نبي الله، صلى الله عليه وسلم، أمته، بالتعجيل في وقت الإفطار، وليس كما يفعل بعض الناس في سماع الأذان ثم الصلاة دون إفطار أو كسر للصيام، حيث قال رسول الله : "لا يَزَالُ النَّاسُ بِخَيْرٍ مَا عَجَّلُوا الْفِطْر"، وكانت هذه سنة النبي، بمجرد سماع أذان المغرب، فكان يذهب للصلاة جماعة بأصحابه في مسجده ثم يعود ليكمل إفطاره.
- ثلاث تمرات على الإفطار
تناقل المسلمون أن تناول عدد فردي من التمر على الإفطار هو سنة عن رسول الله، إلا أن العديد من كتب السير والسنن التي ترصد عادات الرسول في رمضان، لم تثبت ذلك، إلا في صلاة عيد الفطر، فكان صلى الله عليه وسلم "لا يغدو للصلاة يوم عيد الفطر حتى يأكل تمرات، ويأكلهن وترا"، ومن هنا استحب بعض العلماء تعميم الوتر في كل شىء سنة عن النبي ، واستنادا إلى حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: "إن الله وتر يحب الوتر".
- كيفية تناول التمرات
وكان للرسول طريقة حضارية تنم عن أدبه ورقيه، صلى الله عليه وسلم، فكان يمص نواة التمر ومن ثم يخرجها بين اصبعين السبابة والأبهام من يده اليسرى، بعد أن يضع يده على فمه، وكان لا يخرج النواة باليد اليمنى، وذلك حتى لا يختلط لعابه الشريف الذي يحمل عطرا ومسكا، بتلك اليد الذي سيأكل بها، أو سيصافح بها.
- يفطر على رطب ثم يصلي
كما تناقلت كتب السنن والعادات لرسول الله صلى الله عليه وسلم، أنه كان يفطرعلى رطب قبل أن يصلي صلاة المغرب، فإذا لم يجد فيفطر على تمر، أو ماء، كما روى أبو داوود والترمذي في سننهما، حيث قالا عن أنس رضي الله عنه قال: " كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُفْطِرُ عَلَى رُطَبَاتٍ قَبْلَ أَنْ يُصَلِّيَ ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ رُطَبَاتٌ، فَعَلَى تَمَرَاتٍ ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ حَسَا حَسَوَاتٍ مِنْ مَاءٍ".
- درسا في الاقتصاد والتغذية
كانت عادات الرسول صلى الله عليه وسلم بمثابة درسا في الاقتصاد وتوفير الغذاء، فلم يكن يسرف في أي شيء لا سيما الطعام، وكان الزهد مسلكه، ودائما ما كان يحذر أمته من خطورة الإسراف في الطعام، والأكل حتى يملأ الإنسان بطنه تمامًا فلا يقوى على الطاعة، فيقول: "ما ملأ آدمي وعاء شراً من بطن، بحسب ابن آدم أكلات يقمن صلبه، فإن كان لا محالة، فثلث لطعامه، وثلث لشرابه، وثلث لنفسه".
- كان لا يعيب الطعام
كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يعيب الطعام أبدا، ولكن في الوقت نفسه كان له ما يفضل من أكلات، وما لا يفضل، وعن حديث لابي هريرة: "ما عاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - طعامًا قط، إن اشتهاه أكله، وإن كرِهه تركه"، ومعنى الحديث أن الرسول حينما كان لا يستحب طعاما كان يتركه إن لم يشتهيه، ويسكت ولا يعيبه.
ليعطي بذلك درسا في حسن الأدب على الطعام، لأن ما لا يشتيه المرء قد يشتهيه غيره.