الثلاثاء 23 أبريل 2024
محطة مصر

    مصر زمان

    قهرته الخيانة...‏”شيخ العرب همام”زعيم الهوارة وأمير الصعيد من المنيا الى أسوان

    محطة مصر

     

    "الجناب الأجل والكهف الأظل،الجليل المعظم والملاذ المفخم الأصيل الملكى،ملجأ الفقراء ومحط الرجال الفضلاء والكبراء شيخ العرب الأمير شرف الدولة همام بن يوسف بن أحمد بن محمد بن همام إبن أبو صبيح سيبة عظيم بلاد الصعيد ومن كل خيره يعم القريب والبعيد"

    هكذا رثاه الجبرتي.

    اقرأ أيضاً

    ‏هو همام بن يوسف بن أحمد بن محمد بن همام إبن أبو صبيح سيبة والملقب بهمام شيخ العرب همام أمير الصعيد وزعيم قبائل الهوارة في القطر المصرى ولد عام (1709م-1121هـ)في فرشوط محافظة قنا ونشأ في بيت ورث الثراء والمكانة أباً عن جد، فقد كان إبناً للشيخ يوسف الذي آلت إليه زعامة قبائل الهوارة .

     

    كان الهوارة يتمتعون بثراء واسع ،وهذا كان حال معظم شيوخهم فمنذ أن نزل الهوارة إلى الصعيد وإستقروا في جرجا إمتدت سطوتهم فيها وإتسع ثراؤهم وكان كبيرهم يقيم في فرشوط وله نفوذ في الصعيد كله وقد ظلت لشيوخ الهوارة رئاسة الصعيد والسيطرة على الحكم فيه حتى عام 1575م.

     

    الأسرة التي انحدر منها شيخ العرب همام هي الأسرة الهمامية كانت على صلة طيبة بالفلاحين في الصعيد فقد استطاعت بما توفر لها من عصبية قبلية قوية حماية فلاحي الصعيد من المظالم اللى كانت تلحق بباقي الفلاحين وقد ورث شيخ العرب عن أبيه الشيخ يوسف معظم أراضي الصعيد من المنيا إلى أسوان.

     

    لم يكتفِ شيخ العرب همام بالأراضي التي ورثها بل قام بتوسعة نطاق أملاكه على حساب بعض القبائل الأخرى ومماليك رأوا أنهم لا يستطيعون أن يقفوا أمام شيخ العرب.


    دارة همام أو القلعة الحربية بمنطقة العركي بفرشوط كانت تستخدم للتدريب وكانت هي البيئة اللى نشأ فيها شيخ العرب همام.

    ‏ جعل نُصب عينيه توحيد قبائل الهوارة وجمعها تحت لواء واحد ولكي يحمي أراضيه الواسعة ويدفع عنها شر هجمات الأعراب وأطماع أمراء المماليك التي لا تنتهي كون جيشا كبيراً من الهوارة أقاربه ومن المماليك الفارين إلى الصعيد هرباً من منافسيهم.

     

    لم تكن شهرة شيخ العرب همام وليدة أساليب البيان وسحر البلاغة كما لم تكن الهالات اللى أحاطت بسيرته وليدة الخيال وإنما هي شهرة ومجد استمدا وجودهما من الواقع الذي لا يُخطئ فقد أحال الصعيد من منبت للفتن ومسرح للصراع بين الأمراء المماليك المهزومين إلى منطقة استقرار ورخاء وأمن وازدهار‏.

     

    وبهذا وضع أساس مجده وخلد ذكراه ،وقد ظهر شيخ العرب همام في وقت كان الصعيد في أمس الحاجة إلى وجود رجل مثله اقر الأمن وحمي الفلاحين من ظلم الإدارة المتمثلة في المماليك ومتاعب الأعراب من سلب ونهب وتهديد.


    كان جوادا كريما رقيق القلب تفتح موائده العامرة من صلاة الفجر حتى منتصف الليل كما كان محبا للسلم والسلام ويتحلى بأخلاق الفرسان وإشتهر بالتقوى والورع فكان يؤدي الصلاة في أوقاتها وأوقف أوقافاً كثيرة على المساجد في الصعيد وقام بكثير من الإصلاحات فقام بإصلاح وتجديد مسجد عبد الرحمن القنائي أشهر أولياء الصعيد وأنشأ خلفه مخزناً ودورة مياه وأوقف له أوقافاً كثيرة‏.


    أنشأ مسجداً خاصاً في فرشوط في الجانب الشرقي1757م مسجد فخم وتحفه أثرية هامة وأوقف19فدانا بفرشوط للإنفاق على هذا المسجد ومازال هذا المسجد قائماً وبحالة جيدة.

    وقد كُتِبَ على واجهة المسجد :
    لجامع همام بن يوسف رونق ،به لاذت العباد من كل وجهة

    عليه علامات القبول لوايح وقد طاب من أرجائه كل بقعة

    ‏فيا داخلاً بالباب ادع لمشئ وارخ يسد الله سر المنية.


    وعلى جدران المسجد كتبت قصيدة نهج البردة.

    نشر شيخ العرب همام العدالة بين أبناء الصعيد ولم يكن يُفرق في المعاملة بين أبناء قبيلته الهوارة وبين الفلاحين أو العرب الآخرين فالجميع أمامه سواء ،كان له مجلس عرب يشبه المحكمة وإذا أصدر حكم بين متخاصمين أمر كاتبه "بولس النصراني" بكتابته وكان كل شيء في الجلسات يُدون.


    اهتم بتنظيم الزراعة في الصعيد وكان هدفه نشر الرخاء بين فلاحي الصعيد فاهتم برعاية الأمن ، كما عمل على خلق شخصية بارزة له تحميه‏ وتحمي كل بلاد الصعيد اللى كانت تحت سلطته فعلياً من ظلم المماليك وإسـتغلالهم .


    اتقن دوره بصفته أميراً علي الصعيد وأخذ في تنفيذه مضحياً بكل ما يملك من جهد ومال ورجال وبلغ من القوة والنفوذ حداً جعله يؤثر في تصعيد حدة الصراع بين كبار أمراء المماليك بالقاهرة وهو باق مكانه بالصعيد‏.


    كان يتطلع إلي حماية قوافل الحجاج التي تسافر عن طريق القصير وتأمين الطريق لها بعد أن تركه أمراء المماليك وإنشغلوا بخلافاتهم علي السلطة فكلف قبائل العليقات بهذا الدور فأصبحوا هم حراس الحجاج والمسؤلون عن حمايتهم فقد وضع نظاماً أمنياً جعل الجميع ينعم بالهدوء والإستقرار‏

     

    كفي الناس متاعب كثيرة في تحصيل الأموال بتسديده الدائم لما عليه من خراج والعناية بصيانة الترع والجسور أدى لإزدهار الزراعة وتحقيق الرخاء العام للأهالي ولهذا حفظ أهل الصعيد لشيخ العرب همام أكرم الذكري.

     


    كان يقوم بإجراء المصالحات بين القبائل المتناحرة وإنهاء الخصومات الثأرية،موجود وثيقة تاريخية تسجل حضوره مصالحة ثأرية بين قبلتين في إسنا سنة1173هـ جاء فيها إن المصالحة تمت بحضور العبد الأجل المحترم الجليل المكرم حضرة شيخ العرب همام.

     

    استطاع شيخ العرب همام لما تمتعت به شخصيته من ذكاء وطموح أن ينشيء صلات واسعة مع حكام مصر وعلماءها ومع الدولة العثمانية ،كان يطلب منها ما يريد مباشرة مجدداً ما كان من طيب العلاقات بين أجداده وبين الدولة العثمانية مما أثار عليه غيرة بكوات القاهرة مثل علي بك الكبير.

     

    من هوعلي بك؟إسمه يوسف ولد عام 1728م في القوقاز وكان والده قس في الكنيسة اليونانية وكان يأمل في أن يُنشئ ابنه تنشئة دينية ،‏لكنه تم خطفه على يد إحدى عصابات الطرق وباعته إلى واحد من أكبر تجار الرقيق فسافر به الإسكندرية وباعه إلى مديري جمركها اللذين أهدياه بدورهما إلى إبراهيم كتخدا تقرباً إليه لأنه كان من أصحاب النفوذ في مصر.


    بدأت حياة علي بك مثل غيره من المماليك فاعتنق الإسلام وسُمي علي بعدها توفي أستاذه إبراهيم عام 1168هـ/1754م وهناك أقاويل كثيرة إنه هو من سمه حتي ينفرد بالسلطة.


    بدأت شخصية علي بك في الظهور وبدأ يسعى لمنصب شيخ البلد أي زعامة المماليك جميعا وكعادة المماليك ظلوا يتقاتلون علي السلطة وبقي عبد الرحمن كتخدا وسعى لإسقاط علي بك الغزاوي من مشيخة البلد‏.

     

     

    انضم إلى علي بك الكبير وعقد معه أواصر الصداقة وتمكن من جمع كلمة الأمراء على اختيار علي بك شيخاً للبلد في أوائل عام 1760م وبعد أن استلم علي بك الكبير المشيخة عمد إلى الإحتفاظ بها عن طريق التخلص من ثلاثة هم :"عبد الرحمن كتخدا"،"حسين بك كشكش"و"صالح بك القاسمي" حاكم جرجا.

     

    بدأ ب"عبد الرحمن كتخدا" فاستصدر أمراً من الباشا بنفيه هو واتباعه للحجاز عام 1764م ثم تعيين "حسين بك"حاكماً لجرجا ثم أصدر أمراً بنفي "صالح بك" إلى رشيد ثم إلى دمياط وصالح بك هذا كان من أقرب المماليك إلى شيخ العرب همام وتربطه به صداقة قوية جداً ولكن صالح لم يستسلم.

    فر صالح إلى المنيا بالصعيد موطن صديقه وحليفه شيخ العرب همام وجمع حوله المنفيين من المماليك وقد اهتم همام بمساندة صديقه صالح بك وامده بكل ما يحتاج إليه من ذخيرة ومؤن ورجال لمقاومة الحملة اللى وجهها إليه علي بك بقيادة "حسين بك كشك" عملاً بما تقتضيه واجبات الصداقة من جهة وإدراكاً لسوء نوايا علي بك وميله للقضاء على كل اللى يخشى منهم على نفوذه وسيادته ومنهم صالح بك.

     

    ونجح صالح في قطع الإتصال بين الصعيد والقاهرة ومنع إرسال الغلال والأموال وفشلت حملة علي بك،كما نبهه همام إلى حقيقة نوايا علي بك ضده وأهدافه من إرسال الحملة إليه بقيادة زميله حسين بك ‏بهدف إيقاع الشقاق بينهما فاتفق صالح بك وحسين بك كشكش ضد علي بك الذي سرعان ما أصدر أمراً بنفي حسين بك والذي لم يمتثل للأمر وأسرع بدخول القاهرة عنوة فحاول علي بك دس السُم له لكنه اكتشف الخديعة فاضطر علي بك إلى الهرب للشام1765م/1179هـ وسيطر حسين بك على القاهرة واستعاد صالح جرجا.

    بعدها عاد علي بك الكبير من الشام ودخل القاهرة مُظهراً الندم والتوبة فانخدع زملاؤه بمظهره وأعطوه حكم "نوسا الغيط" لإبعاده عن القاهرة ولكنه ما إن وصل هناك حتى دبر مؤامرة للقضاء على زملائه اللى اكتشفوا المؤامرة وقرروا نفيه لأسيوط اللى كانت جزءاً من ولاية جرجا ويحكمها خصمه صالح بك‏.

     

    وهكذا وجد علي بك نفسه مضطراً للجوء إلى أقوى منافسيه وقد كانت أهمية صالح بك في هذا الوقت تأتي من محالفته ومصادقته لشيخ مصر العليا وسيدها المطاع شيخ العرب همام الذي كان له النفوذ الفعلي في الصعيد من المنيا إلى أسوان ويملك ثروة هائلة وقوة عسكرية ضخمة وأسلحة وذخيرة هائلة .

    رفض صالح بك مساعدته فلجأ إلى همام وأرسل إليه رسلاً مستخدما كل سبل الخديعة والقول المعسول والوعود البراقة ملوحين لهمام بعزم علي بك تأييد سلطته ونفوذه في الصعيد لوتم له النصر وتثبيت مركز صالح بك كحاكم لولاية جرجا حتى قبل شيخ العرب همام لأنه أدرك خفايا علي بك وأنه يملك من العزيمة ما سيمكنه من السيطرة على مصر كلها.

    وتم الإتفاق بينهم وتعاهدا علي الكتاب والسيف وكتبوا بذالك حجة واتفقوا إنه اذا تم له الأمر أعطى لصالح بك جهة قبلي قيد حياته وطبعاً قبل صالح بك الإنضمام إلى صفوف علي بك الذي سُر كثيراً بهذا الإتفاق الذي سيكفل له الحصول على أكبر قدر من الأموال والرجال والعتاد من شيخ العرب همام.


    تقدم علي بك في طريقه إلى القاهرة بجيش جرار والتقى بمنافسيه شمالي بني سويف عام1767م ودارت معركة انتصر فيها ودخل القاهرة وبدأ في قتل المتمردين وبدأ بالقضاء على حسين بك كشكش وزميله خليل بك عام 1768م .


    ثم التفت إلى صالح بك فسلط عليه أتباعه فاغتالوه ليلا أثناء سيرهم معه وعلي بك في منزله نهاية عام 1768م وبذلك تخلص من آخر وأقوى الأمراء المماليك الذي كان يمكن أن ينافسه على مشيخة البلد وكان عليه أن يقضي على ما بقي من قوة الحامية العثمانية في مصر والتي كانت ضعفت حتي ينفرد بحكم مصر.

    ‏وحتي يقضي على كل قوتها اتبع سياسة التخلص منها بإهلاك رجالها في الحروب الداخلية ومصادرة أموال البارزين من قادتها أو إعدامهم كما عرف إن المخابرات الروسية تريد التخلص من الدولة العثمانية .

    وعندما عرفت المخابرات الروسية تطلعات علي بك قرروا الإستفادة من ذلك الرجل من أجل تمزيق جسد الدولة العثمانية
    ‏بإحداث الفتن الداخلية بها.


    وفي جزيرة باروس اتفقوا أن يتحرك علي بك الكبير من مصر ليستولي على الشام بمساعدة ظاهر العمر والي عكا ويقوم الأسطول الروسي بالبحر الأبيض بتوفير غطاء حربي للحملة على الشام ثم ينقض علي بك الكبير على الأناضول جنوباً وينقض الروس شمالا فتسقط الدولة العثمانية

    وهكذا نرى أن علي بك الكبير كان خائنًا عميلاً باع دينه وإخوانه وبعد أن انفرد بالسلطة في مصر وقضى على المتمردين والمنافسين له من البكوات المماليك قرر القضاء علي آخر القوى الخطيرة اللى تهدد سلطانه وهي القبائل العربية المنتشرة في الوجهين القبلي والبحري لتحقيق الأمن الداخلي.

    لكن الحقيقة كان هدفه دعم مركزه وفرض سيطرته على مصر كلها وبعد أن تخلص من أخطر عرب الوجه البحري اتجه للقضاء على عرب الهوارة بالصعيد واستخلاص الصعيد من أعظم مشايخ العرب قدرا و نفوذا وأتباعا وهو شيخ العرب همام وأرسل حملة بقيادة "محمد بك أبي الذهب" سارت إلى الصعيد عام 1768م لفرض شروطه التي كانت تقضي بأن يقصر شيخ العرب همام منطقة نفوذه في المنطقة التي يتركز فيها الهوارة في قنا وأسوان فقط وليس على الصعيد كله.

     

    آثر شيخ العرب همام الخروج من الجولة الأولى بدون اشتباك كان يُدرك مقدماً أنه سيخسره لكن لم ينخدع علي بك بذلك الإنسحاب الهادئ فاراد التأكد ‏أرسل يطلب منه طرد الأمراء المماليك المعادين له والمقيمين بأراضيه عربوناً لإقراره لشروط الإتفاق.

     

    هنا تأكد شيخ العرب همام بما لايدع مجال للشك من رغبة علي بك في القضاء عليه وقرر أن يقوم بعمل إيجابي لكنه لم يُعلن عداءه صراحة ولم يقاومه وجهاً لوجه .

    لجأ شيخ العرب همام لأمراء المماليك خصوم علي بك الموجودين في أراضيه ومعظمهم من اتباع صالح بك وكانوا عدداً كبيراً فجمعهم واتفقوا أن يتقدموا للإستيلاء على أسيوط تمهيداً لتقدمهم إلى القاهرة لإجلاء علي بك عنهاوالقضاء على حكمه لمصر واسترجاع نفوذهم على أن تبقى له سيطرته على الصعيد.

    وافقه الأمراء على ذلك فأمدهم بجيش كبير من كبار الهوارة وأهالي الصعيد وبالفعل تمكنوا من الإستيلاء علي أسيوط ووصل الخبر لـ علي بك الذي كان قد أرسل حاكماً جديداً لجرجا وهو أيوب بك وأمره بالتوجه لجرجا لتولي منصبه وبالفعل خرج أيوب بك بإتجاه جرجا معه عدد كبير من الجند والأتباع.

    ولكنه وجد الصعيد في قبضة شيخ العرب همام وحلفاءه فأرسل يطلب مدداً من علي بك لمواجهة الموقف وقد أدرك علي بك أهمية المعركة القادمة وأنه لابد أن يقضي نهائياً على شيخ العرب همام الذي أصبح مصدراً للخطر الدائم الذي يهدد بقائه في الحكم لذا جهز علي بك بسرعة جيشاً ضخماً .

    ‏وعلى رأس الجيش اثنان من بكواته الذين يثق بهما وهما خليل بك القاسمي وابراهيم بك وأرسل هذا الجيش بسرعة للانضمام إلى جيش أيوب بك حاكم جرجا لمحاربة شيخ العرب همام وحلفائه كمان لجأ الي حلفاءه الروس فامدوه بأسلحة جديدة ومدافع وأرسل حملة ضخمة بقيادة قائده محمد بك أبي الذهب ومعه رضوان بك ‏ومجموعة من الأمراء أتباع علي بك وضمت أعدادا ضخمة من المماليك والمرتزقة.


    انضم الجميع إلى جيش أيوب بك الذي كان قد عسكرخارج أسيوط التي كانت ما تزال في أيدي حلفاء شيخ العرب همام وتقديراً من علي بك لأهمية الصراع وخطورة المعركة استمر في إرسال الإمدادات والذخائر المتوالية إلى رجاله ‏الذين أصبحوا يكونون جيشاً ضخماً يتكون من ثلاثة جيوش هي :
    جيش "أيوب بك" وجيش "خليل بك" وجيش "محمد بك أبو الدهب" الذي تزعم الجميع.

    وأمام أسيوط دارت المعركة الحاسمة التي كُتِبَ النصر فيها لقوات علي بك وأمر قائده محمد بك أبي الذهب بالزحف فوراً إلى فرشوط لمحاربة همام والقضاء عليه.


    ‏لجأ محمد بك إلى سلاح العصر وهو الخيانة والخديعة فأغرى إبن عم شيخ العرب همام الشيخ "إسماعيل أبو عبد الله" بخيانة إبن عمه وأخذ يستميله واعداً إياه برئاسة الصعيد إذا ما تقاعس عن القتال في صفوف شيخ العرب همام ونشر فكرة التخاذل بين جنده وانخدع الشيخ إسماعيل بحيلة أبي الذهب

    ‏خان اسماعيل إبن عمه وتراجع عن القتال معه بل وضم إلى صفوفه الكثيرين من رجال شيخ العرب همام الذي كان يعقد أهمية كبيرة على وجود إبن عمه هذا بين صفوفه لذا قصمت الخيانة ظهره إذ أدرك أنه لن يبقى له شئ بعد أن خانته عشيرته وتخلى عنه أقرب الناس إليه لهذا أدركه حزن قاتل ومرارة وحسرة عظيمة.

    ‏خيانة اسماعيل اضاعت كل آمال شيخ العرب همام وتحطمت إمارته وزال ملكه واضطر إلى التقهقر وخرج من مسقط رأسه وموطنه وعاصمة نفوذه ومجده فرشوط ومات مكموداً مقهوراً قرب إسنا فى "كيمان المطاعنة" أول نوفمبر 1769م وكان يبلغ الستين من عمره.

    وحاول أهله دفنه فى فرشوط مسقط رأسه مستخدمين المركب الذهبى فى نقله ،لكنه تعطل أمام قرية نقادة وتم دفنه فيها ودخل محمد بك أبو الذهب ورجاله فرشوط ونهبوا أمواله وأخذ ما كان بدياره وديار أقاربه وأتباعه من ذخائر وغلال ثم رجع إلى القاهرة وبصحبته درويش أكبر أولاد شيخ العرب همام.


    منذ تلك الفترة ظلت صورة الفارس الهوارى تمثل نموذجا للفارس المحارب

    ‏وظلت الذاكرة الشعبية تمدح في فروسية الهوارة من أشهرها الأبيات التالية:

    انظر إلي خيل هوارة تري عجبا فيسيرها عندما يسري بها الساري.

    لم تفخر الخيل قط براكبها ما لم يكن فوق السرج هواري


    وهكذا إنتهت هذه الملحمة البطولية الشعبية التي كان بطلها شيخ العرب همام الهواري عظيم بلاد الصعيد والكهف الاظل الذي كان يحمي أهله ويظلهم ويعدل بينهم فمازال باقياً في قلوب أبناء الصعيد عامة وقبائل الهوارة خاصة وفي ذاكرة الأمة المصرية.

    أبناء شيخ العرب همام :

    درويش:الذي عين بعد والده ولكن لم يفلح ورحل عنها تاركا خلفه الدمار والخراب الذي سببه المماليك إلى مصر جاليا عن وطنه وعاش بها حتى مات.

    ‏شاهين: قتله مراد بك في سنة1801 أيام الفرنسيس لامور نقما عليه وخلف ولدًا يدعى محمدًا.

     

    عبد الكريم: مات على فراشه قريبًا من ذلك التاريخ وترك ولدًا يدعى همامًا دون البلوغ وهمام ترك ولدا إسمه حسان غادر فرشوط واتجه إلى الأقصر وهو جد عائلات الهمامية هناك.

    ‏كان شاهين وعبد الكريم يزرعان بأرض الوقف أسوة بالمزارعين ويتعيشون حتى ماتا،وبعد دانت مصر لعلي بك الكبير فعل به الأتراك ما فعلة مع شيخ العرب همام فاستمالو زوج ابنته وقائده محمد بك أبو الدهب فانقلب علي سيدة وهزمه عام 1773.

    واصيب علي بك الكبير فبكي عليه محمد أبو الدهب وركع يستميحه ويطلب منه العفو في مشهد حير كل كتاب التاريخ ومات علي بك الكبير وتم تعيين محمد بك أبو دهب بعد أن عادت ولاية عثمانية مرة أخرى وبقيت سيرة شيخ العرب همام ناصعة ممتدة دليلا وبرهانا علي أن الكريم لا يضام ولا ينقطع أثره سيرة وانشودة تحدث عنها كل من عرفه حتي وإن لم يكن رأه.

     

    شيخ العرب همام زعيم الهوارة الهوارة في الصعيد علي بك الكبير خيانة ابن العم

    أسعار العملات

    العملةشراءبيع
    دولار أمريكى​ 29.526429.6194
    يورو​ 31.782231.8942
    جنيه إسترلينى​ 35.833235.9610
    فرنك سويسرى​ 31.633231.7363
    100 ين يابانى​ 22.603122.6760
    ريال سعودى​ 7.85977.8865
    دينار كويتى​ 96.532596.9318
    درهم اماراتى​ 8.03858.0645
    اليوان الصينى​ 4.37344.3887

    أسعار الذهب

    متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
    الوحدة والعيار الأسعار بالجنيه المصري
    عيار 24 بيع 2,069 شراء 2,114
    عيار 22 بيع 1,896 شراء 1,938
    عيار 21 بيع 1,810 شراء 1,850
    عيار 18 بيع 1,551 شراء 1,586
    الاونصة بيع 64,333 شراء 65,754
    الجنيه الذهب بيع 14,480 شراء 14,800
    الكيلو بيع 2,068,571 شراء 2,114,286
    سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى

    مواقيت الصلاة

    الثلاثاء 08:02 مـ
    14 شوال 1445 هـ 23 أبريل 2024 م
    مصر
    الفجر 03:47
    الشروق 05:20
    الظهر 11:53
    العصر 15:29
    المغرب 18:27
    العشاء 19:50

    استطلاع الرأي