في الأزمة الفلسطينية.. السيسي يأبى إلا أن يوقف نزيف الدم الفلسطيني
بهجت العبيدي بهجت العبيدي محطة مصرإن العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني أظهر الوجه القبيح والحقارة المتناهية لهذا الاحتلال، كما أظهر لكل من له عينان أن السياسة الإسرائيلية هي سياسة توسعية تسعى بكل الوسائل القذرة والبشعة إلى سرقة الأراضي العربية وأنها لن تقف عند حد ولن تكتفي بما سرقته من الأراضي العربية، بل ستسعى كلما سمحت لها الظروف إلى أن تضيف للمساحات التي سرقتها مساحات أخرى من أي مكان يمكن أن تصل إليه، فهي لا تعرف حدودا، هذا الذي يجب أن يجعلنا في حالة يقظة هائلة مستمرة.
والمتابع عن كثب يستطيع أن يرى بجلاء أن الموقف الدولي جاء مخزيا وعارا على الإنسانية التي تتشدق بها دول العالم المتحضر، خاصة أنظمته التي وقفت موقف المتفرج على ذبح الشعب الفلسطيني صاحب الحق والمالك الحقيقي للأرض من آلاف السنين.
أما الإعلام العالمي فلقد تخلى عن الحد الأدنى من الحيادية وساوى بين القاتل والقتيل وبين الذئب والضحية، بل، حاشا لله، فلقد قدم الذئب في صورة الجمل الوديع، وقدم صورة مشوهة عن ما يتم من ذبح وتقتيل وتدمير في الأراضي الفلسطينية وهو ما انعكس على الرأي العام العالمي الذي رأى ما يحدث في الأراضي الفلسطينية وكأنه اعتداء متبادل، وأن ما تقوم له إسرائيل من جرائم حرب هو رد فعل طبيعي على اعتداءات الفصائل الفلسطينية، وكان في مقدمة نشرات الأخبار اسم حماس الذي هو اسم مرادف للإرهاب.
اقرأ أيضاً
- البنك المركزي يطرح أذون خزانة ب 16.5 مليار جنيه.. اليوم الخميس 20 مايو
- أسعار الريال السعودي في مصر اليوم الخميس 20-5-2021
- أسعار الدولار في مصر اليوم الخميس 20-5-2021
- مي عمر ليست أولهم.. 7 فنانات وصلن للنجومية من إنتاج أو إخراج الأزواج
- مبيعات المحمول تتحدى كورونا وضعف القوة الشرائية للمصريين وتحقق 1.3 مليون جهاز
- هذه اجراءات الحكومة لدفع رسوم تصديقات الاستثمار إلكترونيا ..اعرفها
- الدوري المصري.. المقاصة يقسو على أسوان برباعية
- الدوري المصري.. بيكلي يضع المقاصة في المقدمة أمام أسوان
- الإصابة تبعد أوباما عن الزمالك أمام طلائع الجيش
- المقاولون العرب يخطف الإسماعيلي بهدف
- كارتيرون يعلن قائمة الزمالك لمباراة طلائع الجيش
- تعديل في موعد مباراة الزمالك وطلائع الجيش
وإن كان الألم قد اعتصرنا على تلك المذبحة التي تعرض على الشعب الفلسطيني، فإنه من وسط الظلمة يبزغ النور، ومن حطام اليأس ينبعث الأمل هذا الذي مثله موقف الشعوب العربية الذي جاء مشرفا، فلقد أظهرت الشعوب تضامنا هائلا مع أهل فلسطين وأثبتت أن القضية الفلسطينية وفي القلب منها قضية القدس ستظل هي قضية القضايا عند كل عربي ومسلم ومسيحي شرقي وحر أصيل، فوجدنا العالم العربي من أقصاه إلى أقصاه ومن مشرقه إلى مغربه صفا واحدا ضد الاعتداءات الإسرائيلية البشعة على الشعب الفلسطيني، ووجدناه داعما للمقاومة الفلسطينية الشجاعة.
وإذا كان الموقف الشعبي الداعم للشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية واضحا ظاهرا فإن الموقف الرسمي، في مجمله، وإن لم يرتق لموقف الشعوب، جاء هو الآخر مساندا بكل قوة لحق الشعب الفلسطيني وأن الرئيس عبد الفتاح كان أيقونة هذا الموقف الرسمي، حيث جاء متماهيا كل التماهي مع موقف الشعب المصري، فأعلن دعما مطلقا لأبناء الشعب الفلسطيني، كما أكد على أن دائرة العنف الجهنمية لن تنتهي إلا إذا تم حل القضية الفلسطينية على أساس القرارات الدولية وعلى حدود الرابع من يوليو ١٩٦٧.
إن الدور والجهد المصري لإنهاء الاعتداء الإسرائيلي الغاشم على الشعب الفلسطيني كان مثار إعجاب واهتمام من الجميع: الشعوب والدول، وأن الأعين في العالم كله ظلت معلقة صوب القاهرة منتظرة ما يخرج عنها من مبادرة، هي الوحيدة القادرة على صياغتها وضمانها، لإنهاء هذه المهزلة الدولية، وهو ما بدأت تتكشف خطوطها من إعلان قرب بدء هدنة إنسانية في الأراضي الفلسطينية برعاية مصرية ومدعومة من المجتمع الدولي وفي مقدمته الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوروبية والدول الفاعلة في العالم، وفي أثناء كتابة هذا المقال أذيعت عبر وسائل الإعلام العالمية والغربية والإسرائيلية بعض الإرهاصات عن نجاح المساعي المصرية في إيقاف الاعتداءات الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني، هذا الذي يعكس الدور المصري العظيم بقيادة حكيمة وواقعية من الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي أبى إلا أن يوقف نزيف الدم الفلسطيني، وهو في طريقه لتحقيق ذلك، هذا الذي سيحسب له في التاريخ، ففي الوقت الذي فشل فيه العالم كله في الوصول إلى هدنة يحفظ بها أرواح الفلسطينيين، فإذا بالقاهرة تسعى لذلك وتنجح فيه.
إن ما أعلنه السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي من دعم مصري لإعادة إعمار غزة بمبلغ ٥٠٠ مليون دولار إنما جاء ذروة الموقف المصري الذي يؤكد أن مصر الكبرى، في عهد الرئيس السيسي، لا يمكن بحال من الأحوال أن تتخلى عن أشقائها في المحن، وأنها أول من يمد اليد لتمسح دمعة الشقيق، وأنها دائما في مقدمة الصفوف حامية للعروبة داعمة للأشقاء، هذا الذي أشعر المصريين بفخر شديد، لأنه رفع رأس مصر عاليا.