قصة وفاة محمود المليجي.. مخرج فيلم أيوب :”إفتكرناه بيمثل ”
احمد النجارالحكايات حول حياة ووفاة الفنان الكبير الراحل محمود المليجي كثيرة ولاتنتهي حيث كانت حياته أشبه بسلسلة أفلام متعاقبة الرابط بينها هو المليجي ذاته
وتعد وفاته قصة تحتاج إلى وقفات كثيرة لتأملها
فالراحل يعد من أكثر المواهب المصرية في مجال التمثيل
اقرأ أيضاً
وقال المخرج الكبير هاني لاشين أن المليجي كان لايحفظ حوار الشخصية فكان يدخل البلاتوه وبمجرد أن يقول المخرج اكشن يتحول إلى الشخصية التي يجسدها
ويتذكر لاشين كواليس تعاونه مع الراحل محمود المليجي في الفيلم التليفزيوني أيوب الذي لعب بطولته عمر الشريف ومحمود المليجي ومديحة يسري ومصطفي فهمي وأثار الحكيم
وقال لاشين انه يعلم جيدا قصة عدم حفظ المليجي للحوار وأثناء تصوير احد المشاهد وجدت المساعدين يتهامسون بأن مايقوله غير مكتوب في السيناريو فقلت لهم لا تشوشروا عليه فما يقوله أهم من المكتوب في سيناريو الفيلم
و يسترجع لاشين واقعة وفاة الراحل محمود المليجي أثناء تصوير احد مشاهد فيلم أيوب بكازينو الليل وكان مشهد فلاش باك ويتطلب تصغير المليجي والشريف لثلاثين عاما وبدأ الماكيير في وضع لمساته لتصغيرهما وجلسنا نتناول القهوة خلال فترة عمل الماكيير وانتهى المليجي من ماكياجه وكان بجلس أمام المرأة ويقول الدنيا دي غريبة الواحد يصحى علشان ينام وينام علشان يشخر ويصحي علشان ينام وفجأة أسند رأسه على كتفه وتصورنا انه يمثل لكنه كان اسلم الروح
الراحل محمود المليجي ولد في حي المغربلين، الذي عاش فيه ما يزيد عن العشرة أعوام من حياته، وجذبته دنيا الفتوات التي كانت شهيرة خلال السنوات الأولي من القرن العشرين والغريب أن الفتوة وقتها كان لا يتزوج إلا امرأة فتوة هي الأخرى، وفي المغربيلين كانت عائلتا الفحل وسويلم تتنافسان علي فتونة الحي وكثيرا ما كانت تدب بينهما الخناقات والصراعات اليومية، وكان المليجي يذهب وهو صغير إلى متابعتها ومشاهدتها وفي النهاية كان نصيبه علقة ساخنة يتلقاها من والده.
ارتبط الراحل بالمرأة الفتوة وكانت تدعي عزيزة الفحلاية نسبة إلى عائلة زوجها الفتوة الفحل.
وفي وصفه لها قال المليجي في أحد حواراته، إنها كانت أقرب إلى شخصية روبين هود، فهي تساند الضعيف وتأخذ من الغني حتى تعطي للفقير.
وذكر أنها كانت تحرص على تقديم طعام الإفطار له يوميا، وهو ذاهب إلى المدرسة رغم أنه تناول إفطاره بمنزله، وتصر على أن يرافقه أحد رجالها لحمايته حتي يدخل مدرسته بسلام.
شخصية أخري تكشف عن جوانب خفية جديدة في شخصية المليجي، عندما انتقل هو وأسرته وهو في سن الثانية عشر إلى حي الحلمية، وبالتحديد في شارع درب الجماميز، وكان يتردد بصورة يومية على حي السيدة زينب وربطته صداقة وطيدة ببائع فول وطعمية يدعي علي عبده.
يصفه المليجي في حوار إذاعي نادر أنه كان كريما إلى حد السخاء، وذكر أنه كان يتردد عليه يوميا لتناول الإفطار في مطعمه، وكثيرا ما شاهد طفلا صغيرا يأتي إلى المطعم وفي يده طبق كبير يمكن أن يضع فيه ربع قدرة الفول ويعطي لعلي عبده قرش صاغ، ويقول له "أبويا بيصبح عليك"، فيقوم علي عبده بملء الطبق الكبير ويعطيه كيسا من الطعمية وعلبة سجائر ويعطي الولد قرشا، ويقول له "شبرق نفسك"، "وعندما كنت أساله كدة كتير كان يقول "أبوه غلبان وعنده 6 أطفال ولازم يفطروا".