الأربعاء 24 أبريل 2024
محطة مصر

    مقالات

    الفنون الراقية تنتجها شعوب راقية

    محطة مصر

    إن مقولات المفكرين، ونظرات المتأملين، ورؤى الفلاسفة، تعكس الواقع، وتسبر الحقائق، وتقدم الحلول، فمن الطبيعي ألا ننشغل بالصوت الصادر عن هؤلاء فحسب، بل نذهب بعيدا لننصت أيضا إلى صداه، ذلك الذي به فقط يمكننا أن نصل إلى ما يقصده هذا المفكر، أو ذلك المتأمل الواعي، أو ذاك الفيلسوف.

    من القناعات التي يؤمن بها هؤلاء جميعا أن هناك دورا بالغ الأهمية للفنون، فهي ترتقي بالحس، وتغذي المشاعر، وتشبع الروح، وتلبي حاجيات الوجدان، وكلما ارتقى الإنسان، كلما أدرك قيمة الفنون المختلفة، فاستحسن الراقي منها، واستنكر المبتذل فيها، وتجاوب مع الفن الجميل، ورفض الفن الهابط، فالفنون والإنسان في علاقة مضطردة.

    اقرأ أيضاً


    كلما ارتقى الإنسان لم يرض من الفنون إلا الراقي منها، المخاطب للروح، والمهذِّب للمشاعر والعكس صحيح كذلك، فإن الإنسان الذي لم تصل نفسه إلى الرقي المنشود، يقبل الهابط من الفنون، ويجد صعوبة في التفاعل مع الفنون الراقية والمستوى الرفيع منها.

    أتذكر تفسير أستاذنا الدكتور محمد عبد العزيز الموافي أستاذ الأدب الجاهلي الذي كان يأتينا من كلية دار العلوم بالقاهرة إلى كلية الآداب في جامعة المنصورة، أتذكر تفسيره لمقولة عملاق الأدب العربي -وكان ذلك في إحدى المحاضرات- "أعطني شعبا يحب الوردة أعطك شعبا متحضرا" حيث قال الأستاذ الدكتور محمد الموافي -بارك الله في عمره إن كان ما زال حيا، ورحمه الله برحمته واسعة إن كان قد فارق الدنيا- أن جملة العقاد عميقة المعنى عظيمة الدلالة، فلا يمكن لإنسان أن يحب الوردة حقا ألّا يتقزز من مشاهدة القمامة في الشارع، فضلا عن أن يسلك السلوك، ولا يمكن لشخص يحب الوردة إلا ويعشق الجمال ويبغض القبح، فيأتي بكل ما هو جميل ويبتعد عن كل ما هو قبيح!

    وهذا ما رأيناه بأم أعيننا في دول العالم المتحضر التي تعشق الفنون والزهور والجمال والفنون الراقية أينما وجدت ومن أي إنسان صدرت.


    كنا -نحن المدققين في سلوك أبناء البلاد التي ستصبح وطنا ثان لنا- نتابع ظواهر المجتمع الجديد الذي نزحنا له، وكان يلفت انتباهي انا شخصيا ذلك العزف الموسيقي الذي يصدر عن آلات غربية مرة وشرقية وهندية أخرى ولاتينية ثالثة، والتي كانت أنغامها تملأ فضاء المدن النمساوية، خاصة يوم السبت أول يومي عطلة نهاية الأسبوع في أوربا.

    كان العازف -أو العازفون إن كانت فرقة مكونة من أكثر من فنان- يداعب آلته بأنامله، أو ينفخ زفيرا نابعا من القلب قبل الرئتين في آلات النفخ، لتسري نغمات موسيقاه تملأ فضاء جو البلاد الهادئ لتسري في الروح نسمات سحرية تطير بالمارة -الذين يفضل بعضهم الوقوف قليلا قريبا من العازفين- إلى عوالم الأثير.

    وكان يضع العازف -إن كان مفردًا- أو الفرقة، قبعةً أمامه، فكان المارة المستحسنون لعزفه أو عزفهم يلقون ببعض العملات المعدنية، ونادرا الورقية، تشجيعا لهؤلاء الموسيقيين الذين يعرضون إبداعهم في الشوارع أو الميادين.

    كان المشهد جديدا عليّ -أنا ابن الريف المصري البعيد عن المدينة- في أن يعرض الفنان موهبته في الشوارع، ذلك الذي شاهدناه -بعد ذلك- على أرصفة وشواطئ المدن الأوربية المختلفة: المدينة الإيطالية العائمة فينيسيا، مثالا، حيث كانت الموهبة المعروضة هناك هي الرسم، الذي كان ينتشر مبدعوه في تلك المدينة، وكأني بكل دولة أو مدينة تزخر شوارعها بما اشتهرت تاريخيا به من فن، والذي يحصلون كذلك منه على بعض المال، "ليرة" كانت فيما سبق أو يورو بعد الانتظام في عقد الاتحاد الأوروبي، لم يكن ذلك نوعا من التسول بطريقة راقية، كما كان يردد بعض أبناء من دول عالمنا الثالث، ولكنه كان طريقة للموهوبين لعرض موهبتهم، فالموهوب أكثر الناس بُعْدًا عن الأنانية، ولذلك يسعى بكل طاقته في أن يقدم موهبته للناس، وتكون قمة سعادته، في نظرة معجب، أو كلمة ثناء، أو عبارة استحسان، ويكون آخر هدفٍ بالنسبة له هو الكسب المادي من هذه الموهبة، عن الموهوب حقا أتكلم.

    إن النمساويين والأوروبيين عموما يتفاعلون بقوة مع الراقي من الفنون ويعشقون الزهور، ويسلكون سلوكا مهذبا، ويحافظون على نظافة بلادهم لدرجة لافتة لأن مشاعرهم رُقِّقت وسلوكهم هُذِّب من خلال فنون راقية وعشقهم للورود والزهور بصدق، وهنا وجدنا مقولة المفكر العربي الكبير عباس محمود العقاد متحققة في وضوح لافت.

    ا.بهجت العبيدي الفنون الراقية الشعوب الراقية العازفون

    أسعار العملات

    العملةشراءبيع
    دولار أمريكى​ 29.526429.6194
    يورو​ 31.782231.8942
    جنيه إسترلينى​ 35.833235.9610
    فرنك سويسرى​ 31.633231.7363
    100 ين يابانى​ 22.603122.6760
    ريال سعودى​ 7.85977.8865
    دينار كويتى​ 96.532596.9318
    درهم اماراتى​ 8.03858.0645
    اليوان الصينى​ 4.37344.3887

    أسعار الذهب

    متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
    الوحدة والعيار الأسعار بالجنيه المصري
    عيار 24 بيع 2,069 شراء 2,114
    عيار 22 بيع 1,896 شراء 1,938
    عيار 21 بيع 1,810 شراء 1,850
    عيار 18 بيع 1,551 شراء 1,586
    الاونصة بيع 64,333 شراء 65,754
    الجنيه الذهب بيع 14,480 شراء 14,800
    الكيلو بيع 2,068,571 شراء 2,114,286
    سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى

    مواقيت الصلاة

    الأربعاء 07:31 صـ
    15 شوال 1445 هـ 24 أبريل 2024 م
    مصر
    الفجر 03:45
    الشروق 05:19
    الظهر 11:53
    العصر 15:29
    المغرب 18:28
    العشاء 19:50

    استطلاع الرأي