الثلاثاء 7 مايو 2024
محطة مصر

    مقالات

    الوجه الآخر لجيهان السادات

    جيهان السادات
    جيهان السادات

    تعود إلى حلمها القديم بعد أن أصبحت زوجة رجل مهم، وهناك فارق سني يزيد على الخمسة عشر عامًا بينها وبينه، وحاجز مكون من زوجة سابقة وثلاث بنات، وتاريخ من العذاب والكفاح لزوجها، إنها المرأة الحديدية المثقفة الأكاديمية جيهان صفوت رؤوف أحمد المحجري التي يعود نسبها إلى عائلة المحجري بقرينة تزمنت ببني سويف.

    أما عن الحلم القديم فهو العلم، فبعد مدة انقطاع عن التعليم الرسمي تنتسب إلى كلية الآداب بجامعة القاهرة في قسمها العريق: اللغة العربية وآدابها، وتحصل على درجة الليسانس عام 1977م، وهي زوجة رئيس البلاد، وتحكي لنا الأستاذة الدكتورة وفاء كامل في بدايات استلام عملها معيدة أنها طلب العميد وقتئذٍ إعداد لجنة خاصة للطالبة جيهان صفوت إلا أن أستاذنا الدكتور أحمد مرسي، وكان يعمل رئيسًا للجنة المراقبة، قد قابل القرار بالرفض، حتى لا يكون هناك تمييز بينها وبين الطلاب، وتستطرد أ.د/ وفاء كامل بأنها ذهبت إلى اللجنة لتطمئنَّ على أنها تجلس في مكانها بين الطلاب، وأنه لا تمييز.

    بدأت جيهان صفوت صفحة أخرى مع الحياة العلمية والعملية، عندما عيِّنت معيدة بالقسم، ومؤكد أنه حدث نوع من التوجُّس بين أعضاء هيئة التدريس، بل والكلية والجامعة، حيث إن زوجة الرئيس السادات معيدة في كلية الآداب، فمن يظن أنها قد تجامل أحدًا ، أو أنها قد تغضب على آخر، وعندما تأتي إلى الكلية بحراسة واحترازات أمنية، هذا أمر طبيعي جدًّا، كل هذا نقله بعض أساتذتي ممن عاصروا هذه الفترة، لكن المؤكد في حكيهم أنها كانت صاحبة خلق وعلم، وأنها في مكانة تليق بوضع سيدة مصر الأولى.

    تقدمت جيهان صفوت برسالة الماجستير في تخصص الأدب المقارن ، وكان عنوانها : (أثر النقد الإنجليزي في النقاد الرومانسيين في مصر)، وذلك في عام 1980م، بتشجيع من زوجها الرئيس، وبإشراف علمي رصين من تلميذة الدكتور طه حسين، وهي الدكتورة سهير القلماوي، صاحبة مدرسة علمية في الأدب والنقد، وقد ناقشها فيها علمان الأول: الأستاذ الدكتور إبراهيم عبد الرحمن أستاذ الأدب المقارن بكلية الآداب جامعة عين شمس، وقد شرفت بأن تتلمذت على يديه في هذا التخصص، والثاني: الدكتور محمد زكي العشماوي الأستاذ بجامعة الإسكندرية، والأستاذان والمشرفة على الرسالة قامات علمية بارزة في ذلك العصر، وحضر المناقشة الرئيس السادات، ويجلس في الصف الأول مع الجمهور الحاضر للمناقشة، وبصحبته الدكتور صوفي أبو طالب رئيس مجلس الشعب، لكنه قبل ذلك عمل رئيسًا لجامعة القاهرة، وبجواره الدكتور صبحي عبد الحكيم أستاذ الجغرافيا وكانت له مهام سياسية أخرى، وبعض أساتذة الكلية منهم أستاذنا المحقق لكبير الدكتور حسين نصار وغيره.

    يُغتال الرئيس السادات في حادث المنصة الشهير، لكن يبقى الحلم وصورة الرئيس في قلب السيدة جيهان، فتقدمت للحصول على الدكتوراه عام 1987م، وكانت للسيدة العظيمة جيهان صفوت وقفة مع الجامعة، فوضعها بكونها أرملة الرئيس في ظل جمهور الجامعة قد يقيد حركة الجامعة أو يقيد حركتها هي، ففي صبيحة يوم المناقشة تقدمت باستقالتها، وحكى لي أستاذي رحمة الله عليه الدكتور سيد حنفي وكان وقتها أستاذًا كبيرًا في القسم، أنه دخلت مكتب العميد وخرجت لتعلن أنها استقالت، وتوهم بعض الحضور أنه تم الضغط عليها لتفعل ذلك، غير أنها لم تذكر في أحاديثها أو كتاباتها شيئًا عن ذلك.

    حصلت جيهان صفوت على درجة الدكتوراه في الأدب المقارن في كلية الآداب جامعة القاهرة واختارت وجهة أخرى مع الحياة لتكون أستاذة جامعية في بعض الأكاديميات الأمريكية.

    ذلك هو الوجه الآخر لسيدة مصر الأولى جيهان السادات التي رحلت إلى جهة ثالثة، ولكن هذه المرة اختارت ما اختارته في الأربعينيات من القرن الماضي، في إصرارها أمام أسرتها وتحديها كل الصعب وتتزوج من الضابط المفصول من الخدمة محمد أنور السادات، وفي رحيلها جاء فرصة الاختيار لترقد بجواره في قبره بعد غيبة مقدارها أربعون عامًا، فتلتقي به في العالم الآخر، وأراد الله أن يجعل تحقيق الحلم على يد الرئيس الإنسان وجابر الخواطر فيلبي طلبها، ويصنع لها جنازة عسكرية، ويحضر في مقدمة الصفوف، وتكون في رفقته السيدة قرينته، وقادة الجيش.

    ما حدث في مشهد الجنازة تكريم لامرأة قدمت الخير للبلاد، وكانت وراء زوجها المؤمن المنتصر، وأكَّد ذلك الموقف من المصريين أنهم لا ينسون التاريخ.

    ومن هذا المشهد أزعم أن السادات مات مرة أخرى، ولكنه في ميتته الثانية كان حقيقة، فقد كان حيًّا في قلب جيهان.

    جيهان السادات الرئيس السادات الوجه الآخر لجيهان السادات

    أسعار العملات

    العملةشراءبيع
    دولار أمريكى​ 29.526429.6194
    يورو​ 31.782231.8942
    جنيه إسترلينى​ 35.833235.9610
    فرنك سويسرى​ 31.633231.7363
    100 ين يابانى​ 22.603122.6760
    ريال سعودى​ 7.85977.8865
    دينار كويتى​ 96.532596.9318
    درهم اماراتى​ 8.03858.0645
    اليوان الصينى​ 4.37344.3887

    أسعار الذهب

    متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
    الوحدة والعيار الأسعار بالجنيه المصري
    عيار 24 بيع 2,069 شراء 2,114
    عيار 22 بيع 1,896 شراء 1,938
    عيار 21 بيع 1,810 شراء 1,850
    عيار 18 بيع 1,551 شراء 1,586
    الاونصة بيع 64,333 شراء 65,754
    الجنيه الذهب بيع 14,480 شراء 14,800
    الكيلو بيع 2,068,571 شراء 2,114,286
    سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى

    مواقيت الصلاة

    الثلاثاء 10:41 صـ
    28 شوال 1445 هـ 07 مايو 2024 م
    مصر
    الفجر 03:30
    الشروق 05:07
    الظهر 11:52
    العصر 15:28
    المغرب 18:36
    العشاء 20:02

    استطلاع الرأي