«كلوب هاوس».. وعلم النفس

بقلم | د. إبراهيم مجدي

 

انتشرت تطبيقات التواصل منذ بدء جائحة كورونا في العالم، وظهرت العديد من البرامج لعل أبرزها "كلوب هاوس" الذي يعد أول تطبيق للشبكات الاجتماعية لا يتطلب من مستخدميه إلقاء نظرة على شاشاتهم، هو تطبيق مخصص للمدعوين فقط يعمل على أجهزة iPhone ، والآن أصبح متاح لمستخدمي الأندرويد.

 

يقدم هذا التطبيق وضعًا جديدًا للشبكات الاجتماعية من خلال الدردشات الصوتية التي يتم إجراؤها في الوقت الفعلي، ولا يُفترض تسجيل أي شيء أو تخزينه - يُفترض أن يكون التطبيق بديلاً عن حضور ملف نقاشي أو خطاب عام أو محاضرة.

 

التواجد على "كلوب هاوس" يذكرنا بعلاج روائي جماعي (أو مجموعة المناقشة) التي غالبًا ما تُستخدم في علم النفس لعلاج الاضطرابات النفسية والألم المزمن،

تم إطلاق كلوب هاوس وسط جائحة كورونا، وكان قادرًا على ضرب المسمار في الرأس عندما قدم للأشخاص الذين تم حبسهم فجأة في منازلهم طريقة جديدة للتعبير عن أنفسهم والتفاعل مع بعضنا البعض، على الرغم من أن تطبيقات الشبكات الاجتماعية الأخرى مثل Zoom و MS Teams و WebEx أو Google Meet كانت موجودًة بالفعل من قبل، ولكن كلهم ​​يقدمون طريقة "رسمية" للتفاعل مع الآخرين يتضمن التحدث على الكاميرا أو عرض شرائح العرض التقديمي أو المستندات والقواعد، فوجد الكثير ضالتهم في سهولة الدردشة بدون مع الآخرين عن طريق "كلوب هاوس " لذلك حقق انتشارا واسعا.

 

يمكن لمستخدمي التطبيق الاستماع إلى محادثات مختلفة، والمساهمة في هذه المحادثات أيضًا لإنشاء محادثة خاصة بهم في "غرف الدردشة"، مع ذلك دون التمكن من التسجيل أو التخزين بالإضافة إلى ذلك، يطبق Clubhouse إستراتيجية تسويق ذكية من خلال المحاولة للحفاظ على صورة التفرد والنخبوية التي يدعمها رجال الأعمال والممثلون المشهورون ، فغالبًا ما يظهر المغنون وفناني الأداء والسياسيون في غرف الدردشة للتعبير عن شخصياتهم وآرائهم حول عدد من الموضوعات الساخنة.

 

في الأشهر الأولى من وجوده، أصبح Clubhouse اجتماعيًا حقيقيًا، ظاهرة جذبت العديد من المشاهير مثل إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لشركة تيسلا وسبيس إكس والرئيس التنفيذي لفيس بوك، مارك زوكربيرج.

 

 

هناك عنصر اجتماعي كبير في Clubhouse يسمح للمستخدمين بالإنشاء وربط المساحات حيث تتم مناقشة جميع أنواع الموضوعات، ويعزز بقوة التشكيل ونمو الشبكات.. حيث يظهر رجال الأعمال والسياسيون والممثلون والموسيقيون المشهورون على أنهم جميعًا المتحدثين في Clubhouse يشاركون في المناقشات حول العديد من الموضوعات المثيرة للاهتمام.

 

 

فيما يتعلق بعلم النفس التسويقي، يلعب على نقطتان لجذب مستخدمي التطبيق، النقطة الأولى هي الإحساس بالخصوصية والأهمية وأن أصدقائك ينتظرون منك إرسال دعوة للدخول التطبيق، أعرف أشخاص كانوا يرسلون الدعوة لمعارفهم في بداية التطبيق بمقابل مادي والآن أيضا أنت لا تستطيع دخول التطبيق إلا بدعوة من شخص مشترك في التطبيق .أنا عن نفسي كل يوم أجد صديق يطلب مني إرسال دعوة له لدخول التطبيق ونفذت كل الدعوات التي لدي .

 

الشق الاخر هو الخوف من فوات الشيء أو فومو (بالإنجليزية: Fear of missing out)‏ التي تُختصر بـ FoMO، هي حالة عامة تدفع الأشخاص إلى الرغبة في أن يكونوا على اتصال دائم خوفاً من فوات حدثٍ ما لا يُشاركون فيه، هذه الحالة تُصيب مُعظم من لديه حسابات في وسائل التواصل الاجتماعي، يُسبب الأمر قلقاً قهري خوفاُ من فقدان علاقة اجتماعية، وتؤكد هذه الحالة بأن الشعور بالارتباط أو الترابط مع الآخرين هو حاجة نفسية مشروعة تؤثر على الصحة النفسية.

 

الامر الاخطر هو هنا شهوة الكلام، فكلوب هاوس يجعلك تتنقل من غرفة إلى غرفة تتكلم في كل الأمور وتصبح مدير الجلسة المتحكم والكل يستمع لك والبعض يتفق معك ويختلف معك فتشعر بالتفاعل الشديد وربما الاهمية وخاصة لو انضممت إلى غرفة بها العديد من المستمعين أو شخصيات مؤثرة و كلما زاد عدد المتابعين لك شعرت بالزهو وكثفت دخولك على الغرف و تحدثت في شتي المواضيع وافتيت في شتي المجالات .

 

من خلاصة جلوسي لساعات عديدة على كلوب هاوس كباحث وكطبيب نفسي أريد أن اقدم بعض التحذيرات للمستخدمين الجدد علي كلوب هاوس :

 

الكلوب هاوس يصلح للتوعية فقط في مجال الطب النفسي و ليس العلاج.. عند انضمامك للروم في كلوب هاوس ووجدت أشخاص يتكلمون عن مشاكلهم الخاصة وبالتفاصيل الدقيقة بحجة أن هناك طبيب نفسي في الروم، ارجوك لا تنجرف في الحديث .انا عن نفسي عندما أدير غرفة وأجد شخص يبدأ في الحديث عن حياته الشخصية اوقفه واطلب منه الذهاب إلى عيادة خاصة او منصة متخصصة في العلاج النفسي.

 

غرف الاغتيال المعنوي

حفلات نميمة و غيبة و فضح أسرار لمشاهير كلوب هاوس عندما يختلفون مع بعضهم تصل إلي مرحلة الفجور في الخصومة.

 

احذر غرف الالحاد و الدعارة فهي منتشرة بشدة على كلوب هاوس.

 

ختاما التطبيق له إيجابيات يستطيع أن يستغلها المحترفين في مجال التسويق ومجال علم النفس ولكن الهواة من الممكن أن يصابوا بإدمان التطبيق.