والده اتهمه بالجنون.. محطات مؤلمة في حياة يوسف وهبي

عادة ما تظهر العديد من الأخبار الطريفة في الجرائد المصرية، إلا أن أحد أكثر الأخبار طرافة هو ما نشرته جريدة مرية عام 1017 والتي تضمنت مقالة كبيرة تحدث فيها الكاتب عن أحد الرجال الأرستقراطيين الذي يبكي حال ابنه، بعدما اتهمه بكونه مصاب بمرض، أطلق عليه الأب "جنون التشخص" وعلى الرغم من عدم وجود اسم علمي مكافئ للمرض الذي أخترعه الأب فقد تعاطف معه الكثير من القراء.

 

إلا أن الكثيرين لم يعلموا أن هذا الأب ما هو إلا والد الفنان الكبير يوسف وهبي الذي كان ابن عائلة ارستقراطية شديدة الشهرة والقيمة في تلك الفترة، وكان من الغريب والمخجل أن يعمل أحد أبناء الأسرة في مجال التمثيل، والذي كان يطلق عليه في ذلك الوقت "التشخيص" ولم يكن التمثيل يلقى على الإطلاق نفس الاحترام الذي يلقاه الآن، بل بالعكس فإن كثير ممن كانوا يعملون في الفن كانوا يبدأون التمثيل في ظل مشكلات ورفض من عائلاتهم.

وكان الفنان يوسف وهبي الذي اتضحت على مدار سنوات موهبته التمثيلية الفزة للحد الذي دفعه لتكوين فرقته المسرحية الخاصة وتقديم عدد من أهم الأعمال التي شهدتها السينما المصرية على مدار سنوات حياته وعمله بالفن. 

وكشف أحد الصحفيين لاحقا أن تلك المقالة التي نشرت عن أب يرفض عمل ابنه بمجال التشخيص ويتهمه بالمرض بجنون التشخيص لم تكن عن أي شخص، بل كانت عن الفنان يوسف وهبي.

كان وهبي مولعا منذ طفولته بتقليد الشخصيات التي يراها في الحياة وتشرب تفاصيلها وهو الأمر الذي دفعه للاندماج مع الفن وتقديم أدواره بصورة متقنه بشكل لا يضاهى، ودفع الكثيرين لبذل المجهود للانضمام لفرقته المسرحية للتعلم منه وتشرب موهبته الفزة في التمثيل.