حي الشيخ جراح.. جرح القدس النازف وكابوس التهجير المتكرر

عاد شبح الإخلاء القسري والتشريد يخيم على مدينة القدس، ويهدد عشرات العائلات فيها ، وتحديدا منطقة الشيخ جراح، حيث يعيش 550 مواطنا من سكان ذلك الحي تحت وطأة التهديد بالطرد من بيوتهم وأرضهم، بعد قرار السلطات الإسرائيلية ترحيل العشرات من الحي الواقع في الجانب الشرقي لمدينة القدس لصالح المستوطنين، تحت ذريعة أن الأرض تعود لعائلات يهودية.

وجدير بالذكر أنها تلك الممارسات ليست بجديدة في حق هذا الحي وأهله، ولكنها عادت في الآونة الأخيرة، بعد خروج عشرات الشبان في مظاهرات تدعو لنصرة القدس والأقصى، وبالفعل تمكنوا من دخوله وإقامة صلاة التراويح بمحرابه.

 

وفي التقرير التالي يقدم موقع محطة مصر القصة كاملة خلف مدينة الشيخ جراح...

 

لماذا سمى بالشيخ جراح؟

نسب اسم "حي الشيخ جراح" لتلك المنطقة من أرض القدس بفلسطين المقدسة، إلى الشيخ حسام الدين بن شرف الدين عيسى الجراح، طبيب القائد صلاح الدين الأيوبي، القائد الكردي المسلم، الذي تحول إلى رمز لأجيال عربية متعاقبة منذ نحو 900 عاما متتالية.

موقعه الجغرافي

ويتحدد موقع الحي على بعد كيلو متر واحد، شماليّ البلدة القديمة على الطريق المُؤدي ما بين مدينة القدس المحتلة ورام الله، كما يحده من الشمال جبل المشارف، و من الشرق حرم الجامعة العبرية في القدس، و من الغرب مستوطنة رامات إشكول.


منطقة متطورة

وتعد منطقة الشيخ جراح من المناطق المتطورة التي ظهرت في نهاية القرن التاسع عشر بالقدس، وسكنته عدة عائلات فلسطينية مرموقة من العرب، كعائلة الحسيني و نسيبة و النشاشيبي و جار الله، ويسكن به الآن قرابة الـ 3000 الاف نسمة.

مساحة حي الشيخ جراح

يذكر أن المنطقة المُهددة بالمصادرة و تهجير الأهالي، ما هي إلا قطعة من مجموعة قطع داخل حي الشيخ جراح مساحتها 18 كيلو مترا من المجموع الإجمالي الذي تبلغ مساحته الكلية 3000 كيلو متر، وأطلقوا عليها اسم "اليهودية" و سُجلت باسم "حارس أملاك العدو" خلال الفترة الأردنية بين عامي 1948 و 1967.

السبب وراء التهجير

موقع الحي المثالي من وجهة نظر الاحتلال، هو السبب الرئيسي وراء الهجمة الاستيطانيّة القائمة عليه، فهو يقع ضمن منطقة "الحوض المقدس"، ويستخدم اليهود ذلك المصطلح التوراتي، الذي يخدم المشروع الصهيوني القائم على فكرة من النيل حتى الفرات، كما أن الحي يفصل الجامعة العبرية عن المحيط اليهودي، ويمثل عائقا للتواصل الجغرافي اليهودي بين غربي القدس و شرقها، ويطل على الطريق الرئيس الذي يربط كتلة E1 الاستيطانية الموجودة شرقي القدس بالجزء الغربي منها، فضلا عن تمثيله مع حي وادي الجوز الحد الشمالي للبلدة القديمة في قلب مدينة القدس.

أقرا أيضا| الاحتلال الإسرائيلي يطرد المعتكفين من المسجد الأقصى بالقوة

وثائق أردنية " حارس أملاك العدو"

وجدير بالذكر أن حي الشيخ جراح أنشئ بالقدس عام 1956، بموجب اتفاقية وقعت بين وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين والحكومة الأردنية، لتستوعب بدورها منح عقود إيجار مساكن لحوالي 28 عائلة فلسطينية هجرت من أراضيها المحتلة عام 1948.

وذلك بعدما أسس الأردن عام 1953 ما يعرف بقانون "حارس أملاك العدو"، بهدف إحصاء أملاك اليهود الذين كانوا متواجدين في القدس والضفة الغربية قبل عام 1948 و توثيقها، كجهد دولي لحفظ حقوق 700 ألف لاجيء من الفلسطينيين اللذين هجروا من قراهم و مدنهم، فضلا على المحافظة على ما يزيد عن700 مسجد مقابل 4 أو 5 كنس يهودية.

إلى أن تم تزوير عدة أوراق من قبل الصهاينة بإمتلاكهم للأرض عام 1967، والتي بموجبها بدأ الضغط على أهالي الحي لتهجيرهم من المنطقة وبناء وحد إستيطانية لليهود، تحت مظلة مشروع يتضمن بناء 200 وحدة سكنية للاحتلال.

مطالب أهالي الحي

وتعالت أصوات أهالي حي الشيخ جرّاح، مطالبين الحكومة الأردنية بإرسال وثيقة رسمية للـ28 عائلة، شريطة أن تكون هذه الوثائق مختومة بأختام أردنية رسمية، تمنع إخلاء أهالي الحي لبيوتهم لصالح الاحتلال و الجمعيات الاستيطانية.

انقذوا حى الشيخ جراح

واستشاط العرب غضبا وقهرا، واحتلت القضية الترند الأول لعدة أيام في مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، وتحديدا موقع تويتر، وذلك بعدما تم نشر مقاطع مصورة لجنود الاحتلال يعتدون فيها على الأهالي وإجبارهم على ترك منازلهم وسحلهم والاعتداء على النساء والأطفال، لتظهر بشاعة القمع والظلم على أهالي الحي، والذين ناشدوا السلطات والدول المعنية للتدخل وانقاذهم.

لتصل عدد التغريدات في تويتر إلى 53 ألف تغريدة تحت هاشتاج "انقذوا حي الشيخ جراح"، بالإضافة إلى عدد من التغريدات المرتبطة بالقضية تحت نفس الشعار.