مارسيلو بيلسا العجوز الذي أربك حسابات الكبار في الدوري الإنجليزي

 

يعد المدرب الأرجنتيني مارسيلو بيلسا ،المدير الفني لفريق ليدز يونايتد، أحد الظواهر التي تدعو للوقوف أمامها في الدوري الإنجليزي الأقوي في العالم هذا الموسم بعد أن تمكن من إسقاط الكبار في مفاجأت مثيرة حيث حقق التعادل الإيجابي مع فريق مانشتر سيتي صاحب الصدارة بهدف لكل فريق .

 

وحصل علي نقطة من فريق الأرسنال بالتعادل السلبي في لقاء تكتيكي من الطراز الأول ثم تغلب علي إيفرتون بهدف نظيف علي ليستر سيتي بثلاثية مقابل هدف وتعادل سلبا مع تشيلسي قبل أن يكرر المفاجأة بالفوز علي المان سيتي بهدفين مقابل هدف وتعادل مع ليفربول ذهابا وإيابا سلبيا وإيجابيا بهدف لكل فريق وخطف نقطة من فريق مانشتر يونايتد.

 

ويمتلك بيلسا صاحب ال67 عاما فكر تدريبي مختلف عن باقي مدربي الدوري الإنجليزي حيث أنه رائد مدرسة الضغط والاستحواذ في كرة القدم ومن المعروف عن بيلسا أنه يهتم بالتفاصيل الخططية في الملعب، فإنه لا يترك شيء لصدفة، وتعد أبرز مقولاته التي تبروز هذه الفكرة هو قوله «إذا لم يكن اللاعبون بشرًا، فلن أخسر أبدًا» وهو من رواد مدرسة الضغط للحصول على الكرة من الخصم حيث تقوم فلسفته كما قال أنه حين يمتلك الخصم الكرة، يضغط الفريق بأكمله، لقطع اللعب في أقرب وقت ممكن، وحين نحصل على الكرة نتطلع إلى اللعب بالديناميكية وخلق مساحات فضلا عن عشقه للطرق الهجومية حيث يقول الهجوم هو أبسط طريقة للنجاح والفوز في كرة القدم.

 

و يحظى الأرجنتيني بيلسا باحترام واسع بين مدربي كرة القدم، حيث يعتبر جوارديولا بيلسا هو استاذه في التدريب، ويصفه بأنه أفضل مدرب في العالم من خلال دعمه المستمر له وقال عنه ماوريسيو بوتشيتينو مدرب باريس سانجيرمان إنه مثل والده في كرة القدم حيث تعلم من الشغف وعشق مهنة التدريب وأشاد الهولندي يوهان كرويف أسطورة برشلونة وأياكس السابق بأداء منتخب تشيلي تحت قيادته عام 2010، قائلا إن منتخب تشيلي لعب أكثر كرة جاذبية في كأس العالم كما أقر سيميوني بأنه تأثر ببيلسا قائلا لقد علمني أكثر من غيره.

ولم تشهد مسيرته الكروية شهرة مماثلة لما هو عليه كمدرب حيث كان يلعب كمدافع في الفرق الأرجنتينية فترة السبعينات، واستهل مسيرته التدريبية مطلع الثمانينيات بتدريب فرق أرجنتينية ومكسيكية عديدة حتي اتيحت له فرصة تدريب فريق إسبانيول عام 1998،والذي انتقل منه لتدريب المنتخب الأرجنتيني لأول مرة في تاريخه لمدة 6 سنوات انتهت عام 2004 ودرب منتخب تشيلي لأربع سنوات من 2007-2011، ورغم ذلك لم يفز بأي بطولة كبرى مع المنتخبين، سوى الفوز بميدالية ذهبية في أوليمبياد أثينا مع التانجو 2004.

 

وخلال مسيرته في التدريب لم يتولي تدريب فرق أوروبية كبري، حيث اشرف علي تدريب فرق أتلتيك بيلباو في الفترة (2011-2013)، ووصل معه لنهائي الدوري الأوروبي وكأس ملك اسبانيا، ونادي مارسيليا الفرنسي في الفترة من 2014-2015، وفي 6 يوليو 2016، تم تعيين بيلسا مديرًا لنادي لاتسيو الإيطالي، وبعد يومين فقط، في 8 يوليو، استقال بيلسا من منصب مدير النادي مما دفع لاتسيو إلى اتخاذ إجراء قانوني ضد بيلسا لخرقه العقد، ومقاضاته مقابل 50 مليون يورو كرر الأمر مع ليل الفرنسي وترك الفريق بعد 6 أشهر قبل أن يبدأ مرحلة جديدة من التوهج مع فريق ليدز يونايتد منذ موسم 2018، وبعد موسمين استطاع أن يعبر بالفريق إلى الدوري الإنجليزي الممتاز في عام 2020 بعد غياب 16 عامًا.