جنون المزادات.. ملايين الدولارات مقابل خصلات شعر الفنانين وأسلحة الجواسيس

قديما قالوا أن "الفنون .. جنون"، لكن يبدو أن قائلي تلك العبارة لم يدركوا على وجه الدقة أمور المزادات، حيث يصل فيها الجنون لأقصى درجاته، قد تجد هناك لوحة لا تعيرها انتباها تباع بمئات الملايين، أو غلافًا قديمًا لمجلة أطفال يشتريه أحد المهاوييس بمبلغ يتجاوز أحيانًا ميزانيات بعض الدول، وثالث يشتري سيارة لا تكاد تتحرك بضع أمتار مقابل مبلغ يكفي لحل مشكلة الجوع في أفريقيا كلها!!

هذا الجنون يتزايد مع ارتفاع وتيرة إقبال الأثرياء والمشاهير على المشاركة في المزادات العالمية التي تنظمها العديد من المعارض والصالات الشهيرة، التي تتضاعف بالطبع عمولاتها مع كل زيادة في الملايين التي يدفعها هؤلاء المهاويس.

في السطور التالية يستعرض موقع "محطة مصر" أهم المزادات، وأهم القطع الفنية التي بيعت في صالات المزادات العالمية بمبالغ طائلة حطمت كل الأرقام القياسية.

لوحة بيكاسو

بيعت لوحة الفنان السريالى بابلو بيكاسو، والمرسومة عام 1955 بعنوان " Les femmes d'Alger (Version O)"، مقابل أكثر من 179 مليون دولار، وذلك أثناء عرضها فى دار كريستيز للمزادات في مدينة نيويورك عام 2015، وحطمت اللوحة الأرقام القياسية بعد اعتبارها أغلى تحفة فنية بيعت في مزاد.

 

في المقابل تبدو القطعة الفنية المعروفة باسم "Balloon Dog" تقليدية للغاية، وربما لا يميزها سوى شكلها البرتقالى، لكن المكانة والشهرة التي حققتها تلك القطعة، ربما تعود فى الأصل إلى أنها من إنتاج النحات الشهير جيف كونز، وبيعت بسعر يتجاوز 58 مليون دولار أثناء عرضها في دار كريستيز عام 2013.

فى حين بلغت ماسة "Blue Moon" عيار 12.03 قيراط، مبلغ 48.5 مليون دولار في دار "سوثبيز" للمزادات بمدينة جنيف السويسرية في نوفمبر من عام 2015، حيث اقتناها الملياردير "جوزيف لاو" من مدينة هونج كونج، ليقدمها هدية لابنته التي كانت تبلغ من العمر سبع سنوات فقط حينها.

فستان مارلين مونرو

ارتدت نجمة الإغراء الشهيرة مارلين مونرو فستانًا فاتح اللون مرصع عندما غنت للرئيس جون كينيدى أغنية "Happy Birthday" فى احتفاله بعيد ميلاده الخامس والأربعين فى عام 1962، وتم بيع الفستان مقابل 1.3 مليون دولار، وحطم أرقاماً قياسية كأغلى قطعة ثياب بيعت في مزاد.

لكن ربما دهشتنا تختفي إذا علمنا أن أحد الأثرياء الآسيويين دفع 1.6 مليون دولار مقابل زجاجة من النبيذ، تحتوى على 912 كأسا، بحيث يقدر سعر الكأس الواحد حوالى 1700 دولار فى دار سوثبيز للمزادات في هونج كونج الصينية.

بينما بيعت لافتة تدعو إلى السلام كتبت على ورق عادى وبخط عادى، قدمها الناشط جون لينون لزوجته يوكو أونو في نشاط سلمي كبير، عقد بالتزامن مع حرب فيتنام عام 1969، مقابل نحو 155 ألف دولار في دار كريستيز فى لندن بالمملكة المتحدة.

فيراري وسوبرمان

ومن الغرائب التي تشتهر أيضا في صالات المزادات العالمية، تلك العملة الذهبية التى سكت في الولايات المتحدة الأمريكية عام 1933، و بيعت مقابل 7.6 مليون دولار عام 2002 فى دار سوثبيز، وتعد تلك القطعة إحدى آخر القطع النقدية الذهبية لأمريكا، ولها تاريخ كبير من السرقة، الغريب أن تلك القطعة في ثلاثينيات القرن الماضي لم تكن قيمتها تتجاوز 20 دولاراً.

كما بيعت سيارة الفيراري " 250 GTO Berlinetta" من موديل 1962-1963 بمبلغ 38 مليون دولار، وحطمت الرقم القياسي لأعلى سعر دفع لسيارة في مزاد علني، السعر تضمّن نسبة 10 في المائة حصلت عليها دار المزاد بونهامز بالمملكة المتحدة.

لكن الأغرب كان بيع نسخة نادرة تحتوى على أول ظهور للبطل الخارق "سوبر مان" عام 1938، وكان من المتوقع أن يباع الكتاب بـ750 ألف دولار، لكنه قارب المليون، وبيع تحديدًا بمبلغ 956 ألف دولار، وحطم رقماً قياسياً كأغلى نسخة تباع من كتب "آكشن كوميكس"، فى مزادات هيريتيج التي عرضته. وتعود النسخة لمعجب اشتراها في تسعينيات القرن الماضي بـ26 ألف دولار أمريكي.

"تان تان" والديناصورات

لكن يبدو أن سوبرمان لا ينفرد وحده بعشق مهاويس المزادات، فقد بيعت مؤخرا صفحة الغلاف للكتاب المرفوض"تان تان" للفيلم الكوميدى Hergé، لعام 1936 “The Blue Lotus” مقابل 3.88 مليون دولار، محطمًا الرقم القياسي في باريس.

ولا يتوقف جنون المزادات على شراء السيارات وأغلفة الكتب والمجلات مقابل ملايين الدولارات، بل يمكن أن يصل الجنون إلى حد شراء هياكل ديناصورات وخصلات من شعر المشاهير.. لا تندهش، فهذا ما حدث بالفعل، فقد بيع هيكل ديناصور من فصيلة "ترانسون ريكس"، والذى يعد أشهر فصائل الديناصور إكتمالًا بعدد 180 عظمة بمبلغ 30 مليون دولار بميزاد علنى بمدينة نيويورك، من خلال شركة كريستيز للمزادات الضخمة بالمملكة المتحدة.

 

كما عُرضت أكبر بيضة فى العالم فى مزاد بقرية بيلينج بمقاطعة ويست سوسيكس الإنجليزية، وتعود البيضة لحفرية طائر الفيل المنقرض، والتى تعتبر أكبر بيضة فى العالم، حتى أكبر من بيضة الديناصورات، وتم بيع البيضة مقابل 500 ألف جنيه إسترلينى.

وبالتأكيد لا يمكن مقارنة بيضة الفيل الطائر بخصلة شعر الفنان إلفيس بريسلى التي بيعت في مزاد عام 2002 مقابل 115 ألف دولار، وهو ضعف المبلغ المدفوع لخصلات شعر كل من جون لينون 48 ألف دولار، وبيتهوفن بـ 7300 دولار، وجون كينيدي بـ 3 آلاف دولار.

سيارة بوند وساعة القذافي

هوس اقتناء متعلقات المشاهير يعد واحدا من أكثر الأمور إثارة في صالات المزادات، فعلى سبيل المثال، طُرح في شهر يونيو الماضي القميص الصوفي الذي ارتداه بيب روث، لاعب البيسبول الأمريكي، في الفترة من 1928 و1930، للمزاد العلني باستاد يانكي، وحطم الرقم القياسي كأغلى تذكار رياضي في العالم، بعد أن تم بيعه مقابل 5.64 مليون دولار.

كما اشترى أحد عشاق شخصية الجاسوس الإنجليزي الأشهر جيمس بوند نسخةٌ طبق الأصل من سيارة بوند (Aston Martin DB5) موديل 1964، مقابل 6.4 مليون دولار، وكانت هذه السيارة قد استُخدمت للترويج لفيلم (Thunderball) عام 1965، والذي قام ببطولته النجم شون كونري.

 

وبيع مسدس "Lefaucheux" الذى انتحر بيه الفنان فان جوخ فى "مزاد الفن" العلنى، الذي أقيم في العاصمة الفرنسية باريس مقابل 182 ألف دولار، بالرغم من اعتراف المزاد بعدم تأكده من أنه سلاح الانتحار الأصلى.

وعقدت دار كريستيز للمزادات مزادا لبيع الساعات النادرة في دبي، وهو المزاد الذي بيعت فيه ساعة من الذهب عيار 18 قيراط، كان يمتلكها الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي من طراز "باتيك فيليب" وصنعت في عام 1979 بناءً على طلبه، ووصل سعرها إلى 193.75 ألف دولار.