محمد فوزي صحفيا وفريد شوقي مغنيا وتفاصيل تغيير هدي سلطان لاسمها

أقامت مجلة الكواكب حفل وداع لشهررمضان المبارك عام 1960 في النصف الثاني من شهر مارس من نفس العام، وكانت الكواكب قد اتفقت مع أحمد فؤاد حسن على تجهيز مكان للحفل، فقام بتحويل إحدى قاعات النادي الماسي الواسعة إلى قاعة شرقية حتى تستوعب العدد الكبير من نجوم الفن الذي دعته الكواكب لحضور السهرة، وقامت أيضاً الكواكب بالتنسيق مع الإذاعة لنقل الحفل على الهواء ليكون الحفل هدية العيد من الكواكب للجماهير.

 

ونسرد لكم تفاصيل الحفل حسب ما جاء في مجلة الكواكب 22 مارس 1960.

بدأ نجوم الفن يتوافدون فرادى، وفي العاشرة مساء اكتمل عددهم وكان آخر الحاضرين محسن سرحان يتأبط ذراع أحمد غانم، وبعد أن صافح غانم الحضور توجه إلى الميكروفون ليفتتح الحفل قائلاً: "الحفلة دي نظمتها مجلة الكواكب.. وعلى كده لازم نخليها صحافة في صحافة، حد عايز يبقى صحفي؟ حد نفسه يمثل الصحافة؟.. أقول لكم، نختار محمد فوزي ليمثل الوسط الفني في الصحافة.. وهنا بدأ محمد فوزي في تقمص دور الصحفي وأمسك بورقة وقلم وبدأ يجري الحوار الأول مع شقيقته هدى سلطان.

ــ إسمك إيه ؟
ــ هدى سلطان
ــ لأ .. إسمك الحقيقي !
ــ بهيجة الحو !
ــ غيرتِ إسمك ليه ؟
ــ ضرورة الشهرة .. قالوا لي إسم " الحو " مش جذاب
ــ حدثيني شوية عن طفولتك ؟
ــ إنت عارفها أكتر مني .. إنت أكبر مني !
وتظاهر فوزي بالحزم وهو يقول :
ــ تعرفي تقولي لي إتجوزتِ فريد شوقي ليه ؟
وارتبكت هدى سلطان .. ثم أجابت :
ــ أصلي بحبه
ــ هل صحيح إنه عنيف في معاملته لك كما هو عنيف على الشاشة؟
ــ أبداً والنبي .. دا طيب خالص
ــ أمال كل جمعة تيجي غضبانة ليه ؟
وهنا ضجت القاعة بالضحك .. وكان محسن سرحان هو الضحية الثانية لمحمد فوزي الذي ناداه ثم فاجأه بالسؤال عن عمره .. وقال محسن سرحان :
ــ أنا وُلدت سنة 1932
وتدخل الحاضرون في الحديث صائحين في صوت واحد " كذاب .. والله العظيم كذاب !"
وعاد فوزي يستكمل حواره الصحفي مع محسن :
ــ إنت اتجوزت كام مرة ؟
ــ كتير ،هو انا فاكر
ــ طيب ، إيه أوصاف الزوجة المثالية في نظرك؟
ــ الطاعة والإحترام والأخلاق الحميدة ، والعناية بالبيت والحب والإخلاص و... و ...
ــ بس ،بس ،وهل عثرت على زوجة فيها فيها هذه الشروط؟
ــ أيوه ، زوجتي الحالية

وجاء دور عاطف سالم، وسأله فوزي عن رأيه في السينما، وكان عاطف يجيب كخبير، ثم بدأ حديثه يتسم بطابع المرح عندما أخذ يروي ذكريات طريفة وقعت له خلال اشتغاله بإخراج أفلامه، وأثار بهذه الذكريات عاصفة من الضحك، خاصة وقد مضى يروي للحضور قصة تدريبه لحلمي رفله على قيادة السيارات، وعندما لفت فوزي وجهه نحو نجوى فؤاد، حاولت أن تتشاغل لكنه ناداها ووقفت أمامه فسألها قائلاً:
ــ هل صوتك حلو زي ما بيقولوا؟
ــ بيقولو كده
ــ طيب غني لنا شوية
وغنت نجوى فؤاد أغنية ستغنيها في أحد أفلامها الجديدة ، وقوبلت بإعجاب كبير من الحضور .. وهنا جاء دور صباح ، وناداها محمد فوزي فأقبلت عليه قائلة : "والنبي على مهلك عليّ شوية ، أحسن أنا لسه قايمة من المرض" .. فسألها فوزي :
ــ ما الذي يعجبك في الرجل؟
ــ أخلاقه!
ــ طيب .. أنا أخلاقي كويسة .. إيه رأيك؟
ــ الله ،إنت صحفي ولا جاي تطلب القرب؟
وهنا ضح الحضور بالضحك.. وبعد صباح استكمل فوزي حواره الصحفي الشيّق مع فايزة أحمد، وقال لها محمد فوزي:
ــ جوزك بيشتكي منك، وبيقول إنك بتعملي تمارين صوتية طول النهار ليه؟
وظهر الغضب على وجه فايزة وقالت:
ــ زوجي بيشتكي ؟
وكان مختار العابد زوج فايزة ضمن الحضور فصاح قائلاً : " محصلش ... أبداً".

وكخبير في الصحافة أراد فوزي أن يضع فاصلاً ترفيهياً، فطلب من المنولوجست الصغيرة لبلبة أن تقلد بعض الفنانين، وقامت لبلبة بتقليد هدى سلطان وصباح ومحمد عبد المطلب فأثارت الضحك والمرح، ثم بدأ فاصل غنائي قدمه المدعوون هدى سلطان حيث غنت أغنيتها "طول ما انت معانا يا ريس"، وقام كل الموجودين بدور الكورس لها، وغنت صباح إحدى أغنياتها الجديدة، وعندما انتهى الفاصل الغنائي، كان فريد شوقي قد وصل، فاستقبله فوزي قائلاً:
ــ تعال هنا ،عايزين نعمل معاك حديث صحفي ، إيه رأيك في الحياة الزوجية؟
وتلفت فريد شوقي حوله ، ورأى هدى سلطان فأجاب قائلاً:
ــ طلعوا هدى سلطان بره وأنا أقول
ــ قول ما تخافش
ــ لا يا عم
ــ طيب ، أنا سمعت إنك تجيد منولوج تمثيلي من مسرحية "الجلف" ، إيه السبب؟
ــ أنا نجحت في معهد التمثيل وطلعت الأول ، بفضل اتقاني لتمثيل شخصية "الجلف".
ــ صحيح هتشتغل مطرب؟
ــ أيوه، بس مش مطرب، صحيح هأمثل شخصية مطرب فتوة، يسمّع الناس صوته بالعافية.
وفجأة بدأ فريد شوقي الغناء وأطلق صوته مقلداً عبد المطلب، ومن الغريب أنه أجاد التقليد إلى حد نال به الاعجاب.