ﻗﺼﺔ ﺇﻧﺸﺎﺀ ﺍﻟﺨﻮﺍﺟﺔ ايلى ﺗﻮﺭﻳﻞ ﻷﺭقى ﺃﺣﻴﺎﺀ المنصورة

هل تعرف ان مدينة المنصورة هي المدينة التي ﻗﺎﻭﻣﺖ إجتياح " ﺍلملك ﻟﻮﻳﺲ ﺍﻟﺘﺎﺳﻊ" وتم أسره هناك وسجنه.

تأسست مدينة المنصورة فى ﻋﻬﺪ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺍﻟﻜﺎﻣﻞ ﺃﺣﺪ ﻣﻠﻮﻙ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻷﻳﻮﺑﻴﺔ ﻋﺎﻡ 1221 ﻣﻴﻼﺩﻳﺔ ، ﻭﺗﻘﻊ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻀﻔﺔ ﺍﻟﺸﺮﻗﻴﺔ ﻟﻨﻬﺮ ﺍﻟﻨﻴﻞ ﻓﺮﻉ ﺩﻣﻴﺎﻁ ، ﻭﺗﺒﻠﻎ ﻣﺴﺎﺣﺘﻬﺎ ﺣﻮﺍلى 20 ﻛﻢ2 ، ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﻀﻔﺔ ﺍﻟﻤﻘﺎﺑﻠﺔ لها ﺗﻘﻊ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻃﻠﺨﺎ.

ﺗﻮﺭﻳﻞ ﻛﺎﻧﺖ أﺭﺿﺎ ﺣﺪﻳﺜﺔ ﺍﻟﺘﺒﻮﻳﺮﺧﺮﺟﺖ ﻣﻦ ﻧﻄﺎﻕ ﺍﻟﺰﺭﺍﻋﺔ فى ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺍﻷﺭﺑﻌﻴﻨﺎﺕ ﻭأﺟﺮى ﺗﻘﺴﻴﻤﻬﺎ ﺍﻟﻤﺴﻴﻮ أيلى ﺗﻮﺭﻳﻞ ﻛﺎﺗﺐ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻄﺔ فى ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻮﻗﺖ ، ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺗﻘﻊ على ﺣﺪﻭﺩ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﻤﻨﺼﻮﺭﺓ ﻭﻗﺘﻬﺎ ، ﺣﻴﺚ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺘﺒﻊ ﺿﺎﺣﻴﺔ ﻗﻮﻟﻨﺠﻴﻞ ﺍﻟﺰﺭﺍﻋﻴﺔ ، ﺛﻢ ﺟﺮى ﺿﻤﻬﺎ إلى ﺯﻣﺎﻡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﻤﻨﺼﻮﺭﺓ ﻭﺗﺤﻮﻟﺖ إلى أﺭﺽ ﺑﻨﺎﺀ ﻣﻘﺴﻤﺔ ﺗﻘﺴﻴﻤﺎ ﻣﻌﺘﻤﺪﺍ ﻭﻣﺨﻄﻄﺎ ، ﺑﺤﻴﺚ تبنى ﻓﻴﻼﺕ أﻭ ﻋﻤﺎﺭﺍﺕ ﺑﺸﺮﻁ ﺗﺮﻙ ﻓﺮﺍﻏﺎﺕ ﻣﻤﺮﺍﺕ أﻭ ﺣﺪﺍﺋﻖ ﺻﻐﻴﺮﺓ ﺑﺠﻮﺍﺭ ﻛﻞ ﻋﻤﺎﺭﺓ ، ﻭﻫﺬﺍ ﻣﻠﺤﻮﻅ ﻓﻴﻤﺎ تبقى ﻣﻦ ﻋﻤﺎﺭﺍﺕ ﻗﺪﻳﻤﺔ ﻣﺎ ﺯﺍﻟﺖ ﻣﻮﺟﻮﺩﺓ ، ﺣﻴﺚ ﻻﻳﻮﺟﺪ ﻋﻤﺎﺭﺗﻴﻦ ﻣﺘﻼﺻﻘﺘﻴﻦ ﺑﺪﻭﻥ ﻓﺮﺍﻏﺎﺕ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ .

ﻭﻛﺎﻥ ﺳﻜﺎﻥ ﺗﻮﺭﻳﻞ ﺍﻷﻭﺍﺋﻞ ﻳﻬﺘﻤﻮﻥ ﺑﺎﻟﺬﻭﻕ ﺍﻟﻤﻌﻤﺎﺭى ﻭﻳﺘﺴﺎﺑﻘﻮﻥ فى ﺍﻟﺘﻤﻴﺰ ﺍﻟﺒﻨﺎئى ﻭﻳﻬﺘﻤﻮﻥ ﺑﺤﺪﺍئقهم ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺣﺮﻓﺔ ‏"ﺍﻟﺠﻨﺎيني" ﺗﺠﺪ ﻟﻬﺎ أﻫﻤﻴﺔ فى ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺗﻮﺭﻳﻞ ﻧﻈﺮﺍ ﻟﻜﺜﺮﺓ ﺍﻟﺤﺪﺍﺋﻖ ﺍلتى ﻳﻬﺘﻢ ﺑﻬﺎ أﺻﺤﺎﺑﻬﺎ فى ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﻗﺖ.

ﻭﺑﺪأﺕ ﺗﻮﺭﻳﻞ فى ﺍﻟﻌﻤﺮﺍﻥ على أﻳﺪى ﻛﺒﺎﺭ ﺗﺠﺎﺭ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻭأﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﻤﺼﺎﻧﻊ ﻭﺍﻟﻮﺍﻓﺪﻳﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮى ﻣﻦ ﻛﺒﺎﺭ ﺍﻟﻤﻼﻙ ﺍﻟﺰﺭﺍﻋﻴﻴﻦ ﻭﻛﺒﺎﺭ ﺍﻟﻤﻬﻨﻴﻴﻦ ﻣﻦ أﻃﺒﺎﺀ ﻭﻣﺤﺎﻣﻴﻦ ﻭﻣﻬﻨﺪﺳﻴﻦ ، ﻓﻜﺎﻧﺖ ﺗﻮﺭﻳﻞ ﺗﻌﺒﺮ ﻋﻦ ﺧﻼﺻﺔ أﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﻬﻤﻢ ﻭﺍﻟﻤﻨﺘﺠﻴﻦ ﻭﺍﻟﻤﺒﺪﻋﻴﻦ فى ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ، ﻭﻟﻬﺬﺍ أﻛﺘﺴﺒﺖ أﻫﻤﻴﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻭاﺗﺨﺬﺕ ﻃﺎﺑﻌﺎ ﺧﺎﺻﺎ فى ﻛﻮﻥ ﺳﻜﺎﻧﻬﺎ ﻳﺘﻤﺘﻌﻮﻥ ﺑﻘﺪﺭ ﻋﺎلى ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﺌﻮﻟﻴﺔ ﻭﺍﻷﻫﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﻴﺔ ﻭﺍﻟﺨﻠﻖ ﺍﻟﺮﻓﻴﻊ.

ﻛﻤﺎ أﻧﺸﺊ ﺍﻟﺨﻮﺍﺟﺔ ﺗﻮﺭﻳﻞ ﺣﺪﻳﻘﺔ ﺣﻴﻮﺍﻥ ﺍﻟﻤﻨﺼﻮﺭﺓ ﻋﺎﻡ 1949 ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺎﺣﺔ 3 ﺃﻓﺪﻧﺔ ﺣﻴﺚ ﺗﺒﺮﻉ ﺑﺄﺭﺽ ﺍﻟﺤﺪﻳﻘﺔ ﻟﻠﺪﻭﻟﺔ ، ﻣﻤﺎ ﺟﻌﻠﻬﺎ ﺍﻟﺤﺪﻳﻘﺔ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪﺓ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﺠﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﺘﻰ ﻻ ﺗﺘﺒﻊ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻤﺮﻛﺰﻳﺔ ﻟﺤﺪﺍﺋﻖ ﺍﻟﺤﻴﻮﺍﻥ ﻓﻰ ﺍﻟﺠﻴﺰﺓ ، ﻭﺇﻧﻤﺎ ﺗﺘﺒﻊ ﺣﻰ ﺷﺮﻕ ﺍﻟﻤﻨﺼﻮﺭﺓ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ.

ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺍﻟﺨﻮﺍﺟﺔ ﺗﻮﺭﻳﻞ ﻭﺍﺛﻘﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﻗﺪ ﺗﻔﻌﻠﻪ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺑﺤﺪﻳﻘﺘﻪ ﻓﻰ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ، ﻟﺬﻟﻚ ﺃﺑﺮﻡ ﻋﻘﺪ أﻧﺘﻔﺎﻉ ، أﺷﺘﺮﻁ ﻓﻴﻪ ﺃﻥ ﺗﻈﻞ ﺣﺪﻳﻘﺔ ﺣﻴﻮﺍﻥ ﻓﻘﻂ ، ﻭﺇﺫﺍ ﺗﻢ ﺗﻐﻴﻴﺮ ﻧﺸﺎﻃﻬﺎ ﻓﻰ ﺃﻯ ﻭﻗﺖ ﺗﻌﻮﺩ ﺇﻟﻰ ﻭﺭﺛﺘﻪ.