الجمعة 19 أبريل 2024
محطة مصر

    مقالات

    ما الفيس بوك إلا ”مصطبة” كبيرة

    محطة مصر

    يُعَدُّ لفظ (المصطبة) تعبيرًا دارجًا في اللهجة العامية، ناهيك عن استخدام الأثريين له، والمصطبة -لمن لا يعرفها- أشبه بالدِّكَّة (الأريكة) المبنية والمرتفعة عن الأرض قليلاً للجلوس عليها، وفي الزمن القديم كانت تُبْنَى أسف السبورة في الفصل الدراسي لمساعدة الطلاب الصغار على الكتابة عليها.

    وشاعت المصطبة على أنها مجمع للأحاديث والسمر بين الأصدقاء والأهل، وهي في الغالب تكون أمام المنازل.

    وقد نظر بعض الناس إلى الفيس بوك على أنه تنكولوجيا رقمية تعويضية عن المصطبة، فتشبيهه بالمصطبة ليس مبالغة، فهو موقع جمع الناسَ من كل صوب وحدب ومكنهم من التواصل فيما بينهم، وتعدَّى حدود المكان وضرب في أعماق جغرافيا الكون.

    ويعد الفيس بوك اضطرارًا واجَهَ العقل الحديث في التغلب على إشكالية التواصل عبر الزمان والمكان، ويُلاحظُ أنَّ فكرته نشأت بهدف تواصلي لأغراض تعليمية، فهدفت نشأته للتواصل بين الأفراد المنتسبين لجامعة (هارفارد)، ثم امتد توظيفه ليصل إلى الكليات الأخرى في مدينة بوسطن وجامعة آيفي ليج وجامعة ستانفورد، وتسارع انتشاره على مستوى العالم حتى وصل عدد المشتركين فيه إلى نحو مليار مستخدم من الأشخاص.

    وشمل الفيس بوك العالم بفضل خصائصه التي تحتوي على قدرة عجيبة في إحداث طفرة في التواصل بين الأفراد، وقد قلَّلَ من تكاليف الاتصال الهاتفي المبالغ فيه لدى شركات الاتصال والتقليل من احتكار المكالمات، فقد كانت تستنذف ميزانية الأسرة في الإنفاق على الاتصال بخاصة الدولي، وتلك أهم ميزة من مميزات الفيس بوك، كما أنه أتاح الاحتفاظ بالصور والمناسبات ورسائل التذكير وكثرة عدد المستخدمين.

    يضاف إلى كل هذا اكتشاف الأصدقاء وتكثير حجم العلاقات بين البشر على اختلاف الجنس والعمر واللون، فقد تخطى حدود المكان والإقليم مع الاحتفاظ بخصوصية الأفراد حسب زعم مالكيه، كما أنه أعاد للبشر أصدقاءهم الذين لم يلتقوا بهم منذ فترة طويلة ، فإذا بهم يعودون من الماضي في ثوب جديد، لقد حدث ذلك لكل من اشترك في هذا الاختراع العجيب.

    ومن أهم مميزاته كذلك أنه يقدم خدماته للمستخدمين مجانًا في الغالب، ويجني أرباحه من الإعلانات، فصار الناس يتواصلون بالرسائل والصور والنكزة لإثارة الانتباه، وموقع وجود الشخص (معرفة مكان الشخص وتحدديه بالكيلو متر وبالمتر)، وكذلك الأحداث المرتقبة والدعاية والإعلام والتسوق وأعياد الميلاد.

    ولقد أسهم الفيسبوك في جميع المجالات، حتى السياسية، فندرك يقنًا كيف وقعت الحكومات الذكية في الفخ من عبقرية الشباب الملم بالتكنولوجيا والرقمنة في عام 2011م في ثورة 25 يناير، حيث وصل عدد المستخدمين في مصر وحدها 12 مليون مشترك في ذلك الوقت، ولم تدر الحكومة أنها خلية نشطة جدًّا انتشرت عبر منصات افتراضية وهمية حتى خرجت مرة واحدة على سطح الأحداث لتشييع الحكومة إلى مثواها الأخير ومحاكمة رموزها، وقد بدأت هذه الدعوة في 6أبريل من عام 2008م، وشارك فيها أكثر من 71 ألف، مما دفع الحكومة إلى حجب الموقع في 26 يناير 2011م ، أي بعد (خراب مالطا) .

    لقد كثر الحراك الجدلي حول خطورة هذا الموقع، مما دفع بعض الدول من منعه أو حجبه عن الجماهير، مثل سوريا وإيران، بل إن بعض الدول حرمته في أوقات العمل، فتم حظره أيضًا.

    وتم حظره في بعض الدول بزعم أن الخصوصية تدفع الجماعات من التخويف بمكن خطورته الاجتماعية وإمكانية المالكين له على المتاجرة بأسرارهم، حتى إن زملاء مارك رفعوا ضده دعاوى قضائية بسبب انتهاك الخصوصية ومع تعمد سرقة الكود الرئيسي بهم والاستيلاء بعض الممتلكات الفكرية.

    لقد حاولت بعض الجامعات على مستوى العالم حظره داخل الحرم الجامعي، فقامت جامعة جامعة نيو مكسيكو عام 2005م بحظره من أجهزة الجامعة والشبكات الخاصة بها، وفي جامعة بني سويف بمصر عام 2015 تقريبًا خرج قرار من مجلس الجامعة بحظره فيما يخص الجامعة وكلياتها والأقسام العلمية، وأكَّد القرار على أنه ليس الوسيط الرسمي الذي يمس بأعمالها أو يعبر عن سياستها أو قراراتها.

    ولعل الدوافع قديمة تعود إلى عام 2005م عندما جاء ذلك كله بعد أن تمكن اثنان من طلاب معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا من تنزيل ما يزيد عن 70.000 ملف شخصي من فيسبوك من أربع أكاديميات علمية وهي: المعهد التابعان له، وماساتشوستس للتكنولوجيا وجامعة نيويورك وجامعة أوكلاهوما وجامعة هارفارد باستخدام نص برمجي يعمل تلقائيًا ، وهذا يجعلنا نفكر في مدى إمكانية الحصول على المعلومات الشخصية الخاصة، فإذا ما أنكر المالكون للفيس بوك ذلك ، فقد أوضح برنامج برنامج كليك على قناة بي بي سي أنه يمكن سرقة البيانات الشخصية الخاصة بمستخدمي فيسبوك وبأصدقائهم من خلال إرسال تطبيقات خبيثة، ولكن قام كريس هيوز المتحدث الرسمي باسم فيسبوك، بالرد على هذه المخاوف قائلاً، (لم نقم من قبل مطلقًا بتزويد أطرافٍ آخرين بالبيانات الخاصة بمستخدمي الموقع، ولا نعتزم القيام بذلك على الإطلاق).

    وقد أقدم بعض من أفراد المجتمع في إدخاله في الأغراض الهجومية والنيل من خصومهم والشتم وإلصاق الشائعات بهم؛ ولأنهم يعلمون أن الاتهام واللجوء إلى القضاء قد يلاحقهم فقد سجَّلوا حسابًا بأسماء مستعارة أو الحديث بالرمز بديلاً عن التصريح بالاسم الحقيقي للشخص، هذا كله من سوء استخدام هذا الاختراع وتوظيفه بما يؤذي الآخرين في سمعتهم وشرفهم ومكانتهم الاجتماعية.

    والحق أنه لم ينج كثير من القيادات على اختلاف مواقعها من هذا، مما يتطلب سرعة اتخاذ الإجراء المناسب في المحاكم بما يمنع من هذا التصدع الاجتماعي الذي زاد على حده في مهاجمة بعض الأفراد، وهذا أبسط الحقوق التي يمكن أن نمنحها لهؤلاء.

    وقد اتخذ فريق مخالف طريقًا آخر في الإيقاع في (المصيدة وتدبير المكايد) كما يقولون، فيستعيرون اسمًا ويتواصلون مع الأشخاص والحديث معهم في أمور الحياة والعمل، وبعد إعطاء فريسته الأمان ويمنحه الفرصة للإدلاء ببعض المعلومات، ويتجرأون شيئًا فشيئًا حتى يضمن إمكانية التشهير به من خلال الإفراج عن خصوصية التواصل الذي حدث في الغرف المغلقة من عملية التواصل، فيقدمه إلى العلن ويشهره أمام الناس ، حتى يفضح هؤلاء سواء كان عن طريق الفيسبوك أو تسجيل الاتصالات الهاتفية أو فبركتها، فهذا ينبغي أن ينظر إليه أنه في حينه كان من خصوصية المحادثة، ويعاقب الشخص الذي قام بالتشهير، فقد خرج عن حدود اللياقة والأخلاق.

    إن علاج هذه المشكلات المجتمعية التي أساسها التكنولوجيا ينبغي أن تُسبق بإيجاد نصوص قانونية تنظم هذه المسائل وتتسارع المواقع القانونية في إنتاج أحكام وتشريعات تضبط هذه المسألة، وتأخذ على أيدي هؤلاء من إرباك الوضع النفسي للأسر والأشخاص، واحترام خصوصيتهم، وينبغي لنا السير في طريق آخر موازٍ وهو تدريس مادة الأخلاق في مدارسنا وجامعاتنا أو تكون على شكل دورات ترد إلينا الوضع الآمن والسلام المجتمعي.

    وقد يتحدث بعض أؤلئك وهؤلاء بأن الذين نحاريهم ونشهِّر بهم فسدة ويستحقون ذلك، وما نحن إلا رَدُّ فعلٍ، هذا صحيح، ولا نختلف معكم أن منهم من يستحق العقاب، لكن ذلك العقاب عن طريق الفيس بوك ليس لهم، وإنما يلحق بأفراد العائلة، وتجدر الإشارة إلى أن الفيس بوك ليس مسرحًا لمحاسبة الناس ومساءلتهم عما جنوا من أخطاء، والمسلك الصحيح هو اللجوء إلى الجهات المختصة التي تتولى التحقيق وإليها يعود التحقيق في الخطأ وتقدير العقوبة.

    فإلى برلمان مصر وإلى الباحثين القانونيين والقائمين على السلم الاجتماعي وحقوق الإنسان والباحثين في القيم والأخلاق والمؤلفين للمحتويات العلمية التربوية: أدركوا المجتمع بالتشريعات والقوانين والمسلمات الأخلاقية والقيميَّةِ التي تنظِّم العلاقات وسط المستجدات التكنولوجية وترعى الحقوق من انتهاك الخصوصية والتشهير الذي يلحق ببعض أفراد المجتمع، قبل أن يدركنا الغرق في بحر لُجِّيٍّ.

    الفيس بوك مصطبة كبيرة البرلمانيون قوانين تشريعية جامعات اجنبية د جودة مبروك

    أسعار العملات

    العملةشراءبيع
    دولار أمريكى​ 29.526429.6194
    يورو​ 31.782231.8942
    جنيه إسترلينى​ 35.833235.9610
    فرنك سويسرى​ 31.633231.7363
    100 ين يابانى​ 22.603122.6760
    ريال سعودى​ 7.85977.8865
    دينار كويتى​ 96.532596.9318
    درهم اماراتى​ 8.03858.0645
    اليوان الصينى​ 4.37344.3887

    أسعار الذهب

    متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
    الوحدة والعيار الأسعار بالجنيه المصري
    عيار 24 بيع 2,069 شراء 2,114
    عيار 22 بيع 1,896 شراء 1,938
    عيار 21 بيع 1,810 شراء 1,850
    عيار 18 بيع 1,551 شراء 1,586
    الاونصة بيع 64,333 شراء 65,754
    الجنيه الذهب بيع 14,480 شراء 14,800
    الكيلو بيع 2,068,571 شراء 2,114,286
    سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى

    مواقيت الصلاة

    الجمعة 11:48 مـ
    10 شوال 1445 هـ 19 أبريل 2024 م
    مصر
    الفجر 03:52
    الشروق 05:24
    الظهر 11:54
    العصر 15:30
    المغرب 18:25
    العشاء 19:46

    استطلاع الرأي