سبايدر مان ينسج خيوطه على شباك التذاكر

يبدو أن أفلام عالم مارفل رصيدها الجماهيري يزداد عاما بعد آخر ولا يؤثر عليها أوبئة أو أي عوامل أخرى، هذه الحقيقة تأكدت تلك الفترة بعد تحقيق فيلم spiderman no way home أحدث أفلام السلسلة الشهيرة إيرادات وصلت لمليار دولار حول العالم منذ بدء طرحه وهو رقم قياسي عامة في شباك تذاكر السينما العالمية وحالة خاصة وهو يتحقق في ظل أزمة كورونا المستمر تأثيرها على الكثافة الجماهيرية.

 

قبل طرح الفيلم كنت في السينما كان يشكو القائمون عليها من تفاوت الإيرادات وضعفها تلك الفترة، ولكن كانوا سعداء باقتراب طرح فيلم سبايدرمان وقال لي أحدهم ما أن فتحنا الحجز اونلاين حتى تم حجز الفيلم لمدة أسبوع مقدما وهو ما يعني اننا سنشهد انتعاشا كبيرا في شباك التذاكر بعد فترة تذبذب في الإيرادات.

 

وهو ما ظهر أيضا في مصر فحقق منذ طرحه  تخطت ايراداته  20 مليون جنيه خلال أسبوعين عرض، وكان لذلك تأثير سريع على الإنتاج المحلي حيث تقرر تأجيل الأفلام صاحبه الإنتاج الكبير وكان مقرر طرحها الأسابيع القادمة، أهمها فيلم الجريمة تأجل لمدة أسبوع عرض وفيلم العنكبوت لشهر مايو القادم، والفيلمان من أكبر انتاجات السينما المصرية مؤخرا وينتظر أن يحققا إيرادات كبيرة.

 

وللحق من الصعب المقارنة لأن تلك الأعمال من عالم مارفل تكون خارج المنافسة هي عالم سينمائي شديد التميز والجاذبية والأضخم إنتاجيا في هوليوود ولها معجبون حول العالم ولذلك من الطبيعي أن تسيطر في شباك التذاكر في أي دولة وليست مصر فقط.

 

شخصيا كنت ذاهبا لمشاهدة فيلم king Richard لنجم مهم هو ويل سميث وجدت القاعة شبه خالية وفي نفس المكان وجدت زحام لا أشاهده إلا في موسم الأعياد امام قاعة عرض فيلم سبايدرمان، مما دفعني لمشاهدته في اليوم التالي، والمفاجأة ان الجمهور داخل قاعة العرض كان من مختلف الأعمار.

 

الفيلم هو رابع أجزاء سلسلة سبايدر مان وفيها ظهور لمعظم شخصيات الأجزاء السابقة بما فيهما بطلي سبايدرمان السابقين، ومن أهم مميزات الفيلم التي جعلت الجمهور يتفاعل معه الاحاسيس والمشاعر التي تنسيك أحيانا انك تشاهد فيلم خيال علمي! مشاعر الحب بين بيتر باركر "سبايدرمان" وام جيه "زيندايا"، مشاعر الصداقة والنجاح والفشل والوداع، المشاهد تم صناعتها بشكل جيد جدا وبها صدق كبير ، لدرجة ممكن أن تتأثر وتسقط دموعك في مشهد وداع سبايدرمان لحبيبته وصديقه، أو مشهد وفاة عمته، وتضحك معه وأصدقاءه وهم يتقدمون لمنحة الدراسة وتعمالهم مع الآخرين.

 

من الأمور الذكية في سيناريو الفيلم أيضا توظيفه الممتاز لايقونات شخصيات عالم مارفل "الأشرار " الذين تم استدعاؤهم من أجزاء سابقة، وجاءوا في السياق الدرامي بشكل رائع ولم يكن ذلك دخيلا على الحبكة الدرامية للفيلم ، وبمثابة المفاجأة الكبرى لجمهور أفلام عالم مارفل من الشباب الصغير الذين استقبلوا الأمر بترحاب شديد.

 

توم هولاند و زينديا كان ثنائي رائع لقصة حب "لطيفه" لا يمكن بعد مشاهدتهما سوى أن تحبهما وعلى مستوى الأداء أجادا بشدة في تقديم شخصيتهما.
وحسنا فعلت زيندايا عندما رفضت أن تكون ضمن الشخصيات الخارقة وليست فتاة طبيعية حيث كشف ذلك بطل الفيلم توم هولاند " أن صناع الفيلم "حاولوا" جعل شخصية أم جيه بطلة خارقة في عالم مارفل السينمائي.

 

وكان رد زيندايا "لا، لا، لا" عندما توجه لها هذا السؤال، فقد أحبت ما فعله المخرج "جون واتس" بالشخصية وفضلت إبقاء البطولة الخارقة للممثل "توم هولاند" وشخصيته المحبوبة.
السؤال الأن ماذا سيفعلون في جزء جديد بعد أن قدموا ماضي وحاضر الشخصية في الجزء الحالي "قدموا كل عناصر الجذب الممكنة".