الجمعة 29 مارس 2024
محطة مصر

    مقالات

    نجوم العالم يصنعون أفلاما ترويجية لكارلو في فاري السينمائي

    محطة مصر

    منزل ميل جيبسون يقتحمه اثنان من لصوص التحف. يتم تقسيم المناطق بينهما، لكن الشاب الأصغر ينادي على قائده بعد رؤية جمجمة يُخيم عليها خيوط العنكبوب، ثم يُنادي عليه مجددا وهو يحمل تمثال كارلوفي فاري الشهير - لتلك المرأة الجميلة المجردة من ثيابها والتي تحمل بين ذراعيها الكرة الكريستال لأعلى في رشاقة لاعبي الأولمبياد - ويسأله: «هل هذا التمثال له قيمة؟» يتأمله الرجل المسن لحظة ثم يقول: «إنه تحفة فنية.»

    يستيقظ صاحب البيت، يهبط الدرج مُسلحاً، يُفاجيء اللصوص، فيحاول المسن الفرار لكن صاحب «القلب الشجاع» يكون أسرع برصاصاته. يرتبك الشاب. يقول في توتر وذعر: «مستر جيبسون .. أنا من أشد المعجبين بك.»، ثم يتراجع ويُعيد التمثال إلي مكانه. هنا فقط بعد أن اطمأن جيسبون على وضعية التمثال الجائزة يُطلق رصاصته الثانية معيدا كلام اللص بسخرية: «نعم من أشد المعجبين».

     

    ما سبق هو أحد الأفلام القصيرة عن مهرجان كارلوفي فاري وجائزته. قام ببطولته ميل جيسبون، والذي غالباً تم تصويره عقب تكريمه في كارلوفي فاري عام ٢٠١٤. فهى عادة يواظب عليها منظموا المهرجان حيث يصورون أفلاماً قصيرة مع المكرمين - أو نجوم الأفلام المشاركة - تُخلد لحظات سينمائية جميلة. ثم تُعرض تلك الأعمال القصيرة قبيل عروض الأفلام الطويلة المشاركة في مختلف أقسام المهرجان الذي يُعد أهم وأعرق مهرجان في وسط وشرق أوروبا، والذي يُعد قبلة السينمائيين هناك.

     

    إنها أفلام ترويجية عن المهرجان وتمثاله الشهير، لكنها أفلاماً مصنوعة بفنية عالية وذكاء كبيرين، ولا تخلو من الطرافة واللمحات الكوميدية. المدهش في هذه الأفلام أنها لا تمتدح المهرجان وجوائزه دائما، ولكنها تتنوع في مضمونها كأنها تعبر عن حالات مختلفة للبشر، وعن اختلاف الآراء والأذواق. كما أن بعضها يسخر من فكرة الجوائز ذاتها، وكأن الجوائز مصيرها للزوال، لكن الأعمال هي التي تبقى. ففي أكثر من عمل من هذه الأفلام ستجد الجائزة - التمثال الشهير - تنتهي بالتحطيم أو البيع أو إلقائها في شاحنة سيارة أو دفنها في صندوق، أو رهنها نتيجة الحاجة إلي الأموال، أو استخدامها لشيء بديل، فمثلاً النجم العالمي جود لو الذي كرمه المهرجان عام ٢٠١٠ شارك بأحد هذه الأفلام، فعندما اكتشف أن شعار سيارته قد سُرق مرة ثانية، وبعد أن يُجري محادثة هاتفية بدون نتيجة، يقوم بالبحث في مخزنه. يستخرج الجائزة التمثال. يقوم بتحطيم الكرة البلورية - الكريستال - التي تحملها المرأة، كما يحطم قاعدة التمثال ثم يضع تمثال المرأه في مقدمة سيارته ويسير بها مزهواِ بشكلها الجميل، وكأنها راقصة باليه تتقدم السيارة.

     

    ستجد أيضاً آندي جارسيا الفائز بالجائزة عام ٢٠٠٦، وهو يصل إلي مضيفه لكنه يجد البيت مغلقاً ولا أحد هناك، يتصل بمالك البيت ويكتشف أن هناك سوء فهم بشأن موعد الوصول، فيستخدم التمثال لكسر مغلاق الباب، تتحطم الكرة البلورية وكذلك قاعدة التمثال، فجأة يلتفت خلفه فيجد سيارة البوليس على ناصية الشارع والضابط واقفاً مستندا إليها، عاقداً ذراعيه وهو يتأمله، فيلتفت جارسيا بهدوء متظاهراً بأنه لازال يدق الباب منتظراً أن يُفتح له.

     

    أما النجمة هلن ميرن، التي تم تكريمها في أحد دورات المهرجان السابقة، فترفض عرض التمثال في بيتها إلي جوار الجوائز الآخرى إذ ترى أنه غير مناسب بحجمه الكبير عن الجوائز الآخرى، لكنها كلما وضعته في الصندوق تُخرجه مدبرة البيت وتضعه في أحد الأماكن رغم تحذير هلن لها بعدم فعل ذلك، ويتحول التمثال إلي أداه رعبة تظهر لها في أحلامها.

     

    أما البعض الآخر فيتعامل مع التمثال من زاوية أنثوية تفجر طاقات الحب والولع بالجمال وإن بسخرية وخفة ظل كبيرين. ومنها مثلاً أن تجد سينمائي كبير يجلس على كرسي مكتبه، وعلى مقربة منه ينتصب التمثال الشهير، لكن الرجل مهتم بجسد مدبرة المنزل الشابة الفاتنة وهي تقوم بأعمال مختلفة مما يجعله شروده يسقط أرضا. أو أحدهم ينظف تفاصيل التمثال الدقيقة فيشتعل الفتيل، أو تنعكس الشمس القوية بفعل الكرة الكريستال فتضيء صدر امرأة عارية بلوحة تنتمي للقرن الثامن عشر.

     

    نجوم السينما التشيكية هم أيضاً لهم مساهماتهم فإلى جانب جوزف سومر الذي نراه ينظف إحدي أواني الطبخ، بينما يرن جرس الهاتف حيث يطلبه رئيس المهرجان ييري بارتوشكا ليبلغه بالتكريم وبالمشهد الذي سيتم تمثيله، لكن سومر على مايبدو فقد حاسة السمع ويرد عليه كأنه بائع الأواني الذي غشه وباع له أشياء رديئة، فيبدأ رئيس المهرجان في البحث عن شخصية آخرى في القائمة.

     

    ثم، هناك المخرجة والسيناريست فيرا تشيتيلوفا ومدير التصوير ميروسلاف أوندريتشك والمخرج السينمائي والمسرحي والممثل والكاتب جيري منزل، كذلك الممثل الكوميدي والسينمائي زدانك سفراك وهو والد المخرج يان سفراك الذي يتم تكريمه في دورة هذا العام لمهرجان كارلوفي فاري، وقد جمع بين الأب وابنه العديد من الأفلام الجميلة والمهمة والتي نال بعضها الأوسكار، إضافة لجوائز دولية مرموقة.

     

    مثال آخر لتلك الأفلام نرى فيها كايسي آفلك الحاصل على الجائزة عام ٢٠١٧ وهو يتجه بشاحنته إلى محل لبيع أغراض قديمة من منزله للحصول على بعض المال. يدخل إلى المحل فيجد صاحبته المسنة تتحدث في الهاتف بفظاظة قائلة: لو رجعت ليَّ فلوسي.. هأرجع لك أغارضك المقرفة.. إن ما رجعتش ليَّ فلوسي هأبيع أشياءك القذرة لأي حد وأخد الفلوس» ثم تغلق الخط، يرمقها كايسي في قلق، تسأله عما يريد فيُظهر لها الأغراض ومن بينها التمثال الشهير، تقبل الأشياء جميعها باستثناء التمثال قائلاً وهى تشير إلي أحد الأرفف: «عندي منه اثنين، ومش عارفة أبيعهم.» فيعود كايسي آفلك إلى الشاحنة، يرمي التمثال بيأس ولامبالاة وإحباط، ثم يكمل طريقه في استسلام غير سعيد، كأنه يقول: تمثال بلاقيمة.

     

    بقي أن نتتساءل: هل يمكن لمهرجاناتنا السينمائية في مصر التي تدعو عددا من نجوم السينما العالمية أن تقدم أفلاماً قصيرة جميلة كهذه؟! رائعة كتلك التي يصنعها أصحاب المهرجان التشيكي؟ لكن المؤكد أن كارلوفي فاري اختار جائزته، وشعاره، ولم يعمل على تبديلهما كل عدة سنوات، فالجائزة والشعار ثابتين ويتم الاشتغال عليهما بأفكار متنوعة تشي بخصوبة الخيال لدى المبدعين.

    أسعار العملات

    العملةشراءبيع
    دولار أمريكى​ 29.526429.6194
    يورو​ 31.782231.8942
    جنيه إسترلينى​ 35.833235.9610
    فرنك سويسرى​ 31.633231.7363
    100 ين يابانى​ 22.603122.6760
    ريال سعودى​ 7.85977.8865
    دينار كويتى​ 96.532596.9318
    درهم اماراتى​ 8.03858.0645
    اليوان الصينى​ 4.37344.3887

    أسعار الذهب

    متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
    الوحدة والعيار الأسعار بالجنيه المصري
    عيار 24 بيع 2,069 شراء 2,114
    عيار 22 بيع 1,896 شراء 1,938
    عيار 21 بيع 1,810 شراء 1,850
    عيار 18 بيع 1,551 شراء 1,586
    الاونصة بيع 64,333 شراء 65,754
    الجنيه الذهب بيع 14,480 شراء 14,800
    الكيلو بيع 2,068,571 شراء 2,114,286
    سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى

    مواقيت الصلاة

    الجمعة 07:00 صـ
    19 رمضان 1445 هـ 29 مارس 2024 م
    مصر
    الفجر 04:20
    الشروق 05:48
    الظهر 11:60
    العصر 15:30
    المغرب 18:12
    العشاء 19:30

    استطلاع الرأي