الخميس 25 أبريل 2024
محطة مصر

    مقالات

    الإخلاص عماد الدين 

    بهجت العبيدى
    بهجت العبيدى

    دائما أتوقف كثيرا، في مفارقة شديدة الدلالة، بين ما نزعمه في مجتمعاتنا العربية والإسلامية، من تمسك بالفضيلة، والتحلي بالخلق الرفيع، أتوقف كثيرا في مقارنة بيننا وبين من نزعم أيضا أن لديهم تحللا أخلاقيا وتفسخا أسريا وانحلالا سلوكيا، فإذا بي، رغم انحيازي - بحكم الطبيعة البشرية ومهما حاولت من التحلي بالموضوعية - لمجتمعاتنا، فإذا بي أجد أن مجمل السلوك الأخلاقي يُرْجح، وبفوارق هائلة، كِفْة هؤلاء القوم الذين لم نجد في معاجمنا اللغوية من نقيصة إلا وألصقناها بهم.


    يبدو لي أن هذا الإلصاق لتلك النقائص لأقوام استطاعوا أن يقدموا للعالم كل هذا التقدم العلمي وكل تلك التكنولوجيا الحديثة، إنما يأتي في إطار هروب من الواقع خلق "ملعب" نظن أننا، وهما، متفوقون فيه، ذلك الذي يجعلنا نحسم "الجيم" ونفوز فوزا معنويا، متخيلا، على أقوام انتصروا علينا في كل المعارك التي جمعتنا بهم نصرا مظفّرا، هذه المعارك التي ليست عسكرية، كما يمكن أن يظن البعض، بل إن المعارك المقصودة هنا هي المعارك العلمية والتكنولوجية، التي للأسف خرجنا منها منهزمين، لأننا ببساطة لم نأخذ بتلك الأسباب التي تؤهلنا من المنافسة والصمود.


    هذا الذي، في حركة ارتدادية سريعة للانكفاء على ذات، بدلا من المواجهة والاشتباك مع الواقع، دفعنا إلى المقارنة غير المنصفة بين ما لهذه الأقوام من قيم وما لدينا، فإذا بنا نتوهم أننا الأفضل، فيكفينا أننا مسلمون، ولم لا أفليس المسلمون خير أمة أخرجت للناس؟! وألسنا شهداء على الأقوام والأمم الأخرى؟! هذه الشهادة التي فيها من التعالي ما يرضي غرورنا، فهما تقدم الآخر ومهما أعطى للبشرية ومهما ارتقى بالإنسانية، فأين هو منا؟ نحن الذين أختارهم الله وفضلهم على العالمين.

    اقرأ أيضاً


    واكتفينا بهذه الأفضلية المتخلية، وإن أردت أن ترى ذلك، عزيزي القارئ، رؤي العين، فما عليك إلا أن تناقش أحدنا - نحن المسلمين - وتطرح مقارنة بيننا وبين الآخر، مهما كان هذا الآخر: غربيا أوروبيا أو أمريكيا، أم شرقيا صينيا أو هنديا، أو ملتحقا بالحضارة الغربية كالياباني، فستستمع بعد خطوات قليلة من بداية هذه المناقشة التي تذهب في صالح هذا الآخر منذ الوهلة الأولى إلى صوت محاورك قائلا: يكفي أننا مسلمون، ويكفي أننا فقط من سيدخلون الجنة، هذا الذي لو ذكرته للآخر لتبسم ضاحكا من قولنا: وكأني به يقول فلتهنأ أيها العربي المسلم بجنتك الأخروية، ولنعمل نحن على إقامة جنة لنا على الأرض!. هذا الذي لا يعني أن هذا الآخر لا ينتظر جنة في السماء، تلك التي يعمل عليها حسب معتقده بما لا يجعله ينسى تلك الجنة التي يحاول إقامتها في الأرض بالعلم والاجتهاد والإخلاص في العمل الذي هو عماد الدين عند هؤلاء الأقوام.


    إنني أزعم أننا في حاجة إلى تغيير تصوراتنا عن الآخرين مرة، وعن أنفسنا مرة أخرى، الذي التغيير الذي يجب أن يعطي للآخر حقه، بما قدمه ويقدمه من علم وعمل وجهد في سبيل رفعة الإنسانية، وبما يجعلنا نعيش واقعنا الذي تركناه لنحتمي بماض طوباوي مزعوم، فلم يكن ماضينا كما تتصوره المخيلة الجمعية، بحال من الأحوال، ولم يكن هو هذا الذي نبكي عليه، بالمقارنة بواقع الآخرين اليوم، فلم يصل الإنسان في أي عصر من العصور، وفي أية أمة من الأمم إلى ما وصل عليه في عصر اليوم الذي نلعنه ليل نهار، لا لشيء، سوى لأننا لا نحسن التعامل معه، والانصهار أو الاندماج فيه، هذا الذي لن يحدث إلا بخلق إنسان واع بظروفه وواقعه من ناحية، وبما حقق ويحقق العالم من تطور وتقدم من ناحية ثانية.

    الاخلاص عماد الدين مجتمعاتنا العربية والإسلامية السلوك الأخلاقي التقدم التكنولوجى خير أمة أخرجت للناس

    أسعار العملات

    العملةشراءبيع
    دولار أمريكى​ 29.526429.6194
    يورو​ 31.782231.8942
    جنيه إسترلينى​ 35.833235.9610
    فرنك سويسرى​ 31.633231.7363
    100 ين يابانى​ 22.603122.6760
    ريال سعودى​ 7.85977.8865
    دينار كويتى​ 96.532596.9318
    درهم اماراتى​ 8.03858.0645
    اليوان الصينى​ 4.37344.3887

    أسعار الذهب

    متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
    الوحدة والعيار الأسعار بالجنيه المصري
    عيار 24 بيع 2,069 شراء 2,114
    عيار 22 بيع 1,896 شراء 1,938
    عيار 21 بيع 1,810 شراء 1,850
    عيار 18 بيع 1,551 شراء 1,586
    الاونصة بيع 64,333 شراء 65,754
    الجنيه الذهب بيع 14,480 شراء 14,800
    الكيلو بيع 2,068,571 شراء 2,114,286
    سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى

    مواقيت الصلاة

    الخميس 12:12 صـ
    15 شوال 1445 هـ 25 أبريل 2024 م
    مصر
    الفجر 03:44
    الشروق 05:18
    الظهر 11:53
    العصر 15:29
    المغرب 18:28
    العشاء 19:51

    استطلاع الرأي